المخرج فوزي بنسعيدي يستحق هذه الفرحة بعد عرض فيلمه في مهرجان

المخرج فوزي بنسعيدي يستحق هذه الفرحة  بعد عرض فيلمه في مهرجان فؤاد زويريق وفي الصور المخرج فوزي بنسعيدي ضاحكا رفقة أصدقائه
المخرج فوزي بنسعيدي يستحق هذه الفرحة  بعد عرض فيلمه في مهرجان كان السينمائي، فاختيار فيلمه ''الثلث الخالي'' للمشاركة في مسابقة قسم “نصف شهر المخرجين“ لم يأت اعتباطا ولا من فراغ ، بل جاء نتيجة لمجهوداته واجتهاداته وجديته في العمل، فوزي بنسعيدي ليس من النوع الذي يخلق الضجة تلو الاخرى كي يسوق أفلامه أو كي يجذب اليه الانتباه، فوزي بنسعيدي يشتغل بصمت لانه يدرك تماما مستوى قدراته، ويثق في كيفية تكريس اسمه وترسيخه في كل عمل من أعماله، بل يحمل معه صمته ليؤثث به أفلامه باعتباره عنصرا تعبيريا جماليا مميزا، فوزي بنسعيدي مبدع صامت، لا تجده منتشرا إعلاميا بل يترك أعماله تتحدث نيابة عنه، لن تجده داخل صراعات وسجالات عقيمة، ولا تجده متواطئا مع هذا أو ضد ذاك بقدرما تجده يُحسن التواطؤ ضد نفسه فقط، ليفوز بها وعليها في كل تحد يخوضه ضدها، هو خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، وهي محطة مهمة في مساره دفعت به الى ترشيد مواهبه والتحكم فيها وتوجيهها نحو الوجهة الصحيحة، مارس المسرح وتعلم منه تقنيات التشخيص، ليتقن بعد ذلك المزاوجة بين الوقوف فوق الخشبة وأمام الكاميرا، تعلم تقنيات السيناريو على يد السيناريست الفرنسي الكبير الحاصل على جائزة أوسكار فخرية عن مجمل أعماله جان كلود كاريير Jean claude carrière  لفوزي بنسعيدي رؤيته الخاصة به لا تقف عند الأسلوب التقليدي في المعالجة الدرامية، فهي تتعداه الى التجريب وهذا ما يجعل أعماله أكثر مرونة وقدرة على التطور، ويمنحها قوة استثنائية مقارنة بباقي الأعمال المغربية، وتتويجه ومشاركاته في كبريات المهرجانات هو تتويج لاجتهاد مخرجه واعتكافه بصمت على خلق إبداع مغربي خالص أكثر تميزا واستثناء.