فضائح ملعب محمد الخامس تعري مسؤولي مجلس البيضاء

فضائح ملعب محمد الخامس تعري مسؤولي مجلس البيضاء فضائح‭ ‬ملعب‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬كثيرة‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة
تحول‭ ‬ملعب‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬إلى‭ ‬"نفطة"‭ ‬أو‭ ‬مرض‭ ‬مزمن‭ ‬لا‭ ‬ينفع‭ ‬معه‭ ‬أي‭ ‬علاج،‭ ‬فقد‭ ‬استفاد‭ ‬ملعب‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬إصلاحات‭ ‬بالجملة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مشروع‭ ‬تحديث‭ ‬هذا‭ ‬المرفق‭ ‬الرياضي‭ ‬وخصص‭ ‬له‭ ‬مبلغ‭ ‬22‭ ‬مليار‭ ‬سنتيم‭ ‬بمساهمة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬«المديرية‭ ‬العامة‭ ‬للجماعات‭ ‬الترابية»‭ ‬بـ‭ ‬40‭ ‬مليون‭ ‬درهم،‭ ‬ووزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬«الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬لتنمية‭ ‬الرياضة»‭ ‬بـ‭ ‬130‭ ‬مليون‭ ‬درهم،‭ ‬وجماعة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬بمبلغ‭ ‬30‭ ‬مليون‭ ‬درهم،‭ ‬والجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬بمبلغ‭ ‬20‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭.‬

وحينما‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬إصلاح‭ ‬هذا‭ ‬الملعب‭ ‬اعتقد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتتبعين‭ ‬للشأن‭ ‬الرياضي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الملعب‭ ‬سوف‭ ‬يستعيد‭ ‬مجده‭ ‬الكروي‭ ‬المفقود‭ ‬وأن‭ ‬سلسلة‭ ‬الإصلاحات‭ ‬والاغلاقات‭ ‬ستتوقف،‭  ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬مجرد‭ ‬أمنية‭ ‬من‭ ‬الأماني‭ ‬التي‭ ‬يستحيل‭ ‬تحقيقها‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬مدينة‭ ‬بالمغرب‭.‬

فضائح‭ ‬ملعب‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬كثيرة‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬الحدث‭ ‬المأساوي‭ ‬الذي‭ ‬عرفته‭ ‬مباراة‭ ‬الرجاء‭ ‬الرياضي‭ ‬وفريق‭ ‬شباب‭ ‬الحسيمة‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2016،‭ ‬وذلك‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬انطلاق‭ ‬عملية‭ ‬الإصلاح،‭ ‬حيث‭ ‬بضغط‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬الرجاء‭ ‬الرياضي‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬ملعب‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬لإجراء‭ ‬المباراة‭ ‬ووجد‭ ‬جمهور‭ ‬النسور‭ ‬الخضر‭   ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مدرجات‭ ‬مليئة‭ ‬بالأسلاك‭ ‬الحديدية‭ ‬ومعدات‭ ‬حادة‭ ‬وخردة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬اندلاع‭ ‬أحداث‭ ‬شغب‭ ‬خطيرة‭ ‬بين‭ ‬بعض‭ ‬«الترات»‭  ‬الفريق‭ ‬نجم‭ ‬عنها‭ ‬وفاة‭ ‬شخصين‭ ‬وإصابة‭ ‬العشرات‭ ‬ليتم‭  ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬الإغلاق‭ ‬لفسح‭ ‬المجال‭ ‬للقيام‭ ‬بالإصلاحات‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬ظل‭ ‬مدير‭ ‬شركة‭ ‬البيضاء‭ ‬للتهيئة‭ ‬ومدير‭ ‬شركة‭ ‬البيضاء‭ ‬للتنشيط‭ ‬يتحدثان‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬الإصلاحات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عودة‭ ‬التوجه‭ ‬للملعب‭.‬

وفي‭ ‬يناير‭ ‬2021‭ ‬وخلال‭ ‬مباراة‭ ‬الرجاء‭ ‬برسم‭ ‬عصبة‭ ‬الأبطال‭ ‬الإفريقية‭ ‬كانت‭ ‬«الشوهة»،‭ ‬فقد‭ ‬تحولت‭ ‬أرضية‭ ‬الملعب‭ ‬إلى‭ ‬بركة‭ ‬مائية‭ ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬وحلا‭ ‬عجل‭ ‬بإقصاء‭ ‬النسور‭ ‬مبكرا‭ ‬من‭ ‬منافسات‭ ‬كأس‭ ‬عصبة‭ ‬الأبطال‭ ‬الإفريقية‭  ‬وجعلت‭ ‬الذاكرة‭ ‬تعود‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬2002‭ ‬حينما‭ ‬واجه‭ ‬فريق‭ ‬الرجاء‭ ‬الرياضي‭ ‬نادي‭ ‬أسيك‭ ‬ميموزا‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬نهائي‭ ‬كأس‭ ‬عصبة‭ ‬الأبطال‭ ‬الإفريقية‭ ‬حينما‭ ‬تحولت‭ ‬أرضية‭ ‬الملعب‭ ‬إلى‭ ‬«مسبح‭ ‬كبير»‭.‬

وبين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬بإغلاق‭ ‬ملعب‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استفادة‭ ‬عشبه‭ ‬من‭ ‬الإصلاح‭ ‬ليكون‭ ‬الرجاء‭ ‬والوداد‭ ‬مرغمين‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬مدن‭ ‬أخرى‭.‬

وعرفت‭ ‬إصلاحات‭ ‬ملعب‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬مراحل‭ ‬كثيرة‭ ‬وكان‭ ‬أبرزها‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مشروع‭ ‬تحديث‭ ‬هذا‭ ‬الملعب‭ ‬والتي‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2016‭ ‬والتي‭ ‬همت‭ ‬تغيير‭ ‬الكراسي‭ ‬السابقة‭ ‬ذات‭ ‬اللون‭ ‬الأحمر‭ ‬والأخضر‭ ‬وأصبحت‭ ‬تحمل‭ ‬اللون‭ ‬الأصفر‭ ‬والأزرق‭.‬

وكلفت‭ ‬عملية‭ ‬الإصلاح‭ ‬في‭ ‬مرحلتين‭ ‬الأولى‭ ‬10‭ ‬ملايير‭ ‬وتتعلق‭ ‬بتصميم‭ ‬البنية‭ ‬الاسمنتية‭ ‬للدرجات‭ ‬وتركيب‭ ‬مقاعد‭ ‬جديدة‭ ‬وساعتين‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬المدرج‭ ‬الخاص‭ ‬بالرجاء‭ ‬والثاني‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬المخصصة‭ ‬لجماهير‭ ‬الوداد،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تركيب‭ ‬نظام‭ ‬للمراقبة‭ ‬وتدبير‭ ‬الولوج،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬كاميرات‭ ‬المراقبة‭.‬
وفي‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬تم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تركيب‭ ‬الإضاءة‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬بالمواصفات‭ ‬العالمية‭ ‬وإعادة‭ ‬التعشيب‭.‬

ولم‭ ‬تشفع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الإصلاحات‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬حكام‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬ينظرون‭ ‬بعين‭ ‬الرضى‭ ‬لهذا‭ ‬الملعب،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬حرمان‭ ‬البيضاء‭ ‬من‭ ‬احتضان‭ ‬مباريات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬للأندية،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الوداد‭ ‬تخوض‭ ‬مبارياتها‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الرباط،‭ ‬والمؤسف‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬عصبة‭ ‬الأبطال‭ ‬الافريقية‭ ‬بين‭ ‬الرجاء‭ ‬والأهلي،‭ ‬والتي‭ ‬عرفت‭ ‬وفاة‭ ‬مشجعة‭ ‬رجاوية‭ ‬قبل‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬الملعب،‭ ‬فمن‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملعب،‭ ‬وهل‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لاغلاقه‭ ‬بشكل‭ ‬كلي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجنب‭ ‬«صداع‭ ‬الرأس»‭ ‬الناجم‭ ‬عنه‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المباريات‭ ‬المهمة؟!‭.‬