وكانت فعالية هذا المؤتمر الذي نظمه مختبر التأويليات والدراسات النصية واللسانية التابع لكلية الآداب بمرتيل، قد انطلقت صبيحة الأربعاء 10ماي2023، بقاعة العميد محمد الكتاني.
وقد شهدت الجلسة الافتتاحية كلمات ترحيبية لرئيس شعبة الآداب بالكلية،الأستاذ أحمد هاشم الريسوني وعميد الكلية الأستاذ مصطفى الغاشي، ومنسق مختبر التأويليات الأستاذ محمد الحيرش،حيث توزعت بين إثارة أهمية الموضوع بتجاوز الجوانب التقنية فيه إلى معانفة أفق الإشكال الفلسفي واللسني،وبين استعراض إسهامات مختبر التأويليات،في التراكم الأكاديمي الموصول والمنتظم في مواعيده وإصداراته،وفي احتضان الكفاءات،حتى من خارج الكلية،وبين الوقوف على القامة الفكرية المحتفى بها،بكل امتدادتها في داخل وخارج المغرب،أستاذ الأجيال عبد السلام بنعبد العالي.والإشارة إلى الأطراف المساهمة في نجاح هذا المؤتمر.
المحتفى به،وبأحاسيس الألفة بالوسط العلمي في الكلية،أخذت كلمته بعد الدرس الافتتاحي،غاص في عوالم الوجدان في التنويه بمحبة العمل كعملة نادرة،ليرتقي في معارج البوح العرفان برفع الحجب عن تتبع أعشاش الميتافيزيقا،وهو في ذلك وبالتعريج على عنوان المؤتمر في ظل تزايد الاهتمام بقضايا الترجمة،لا يهمه الجانب التقني في الترجمة،بقدر مايستهويه نهج هيجل، في "السباحة"،كمنفذ لممارسة الفلسفة و نقد الميتافيزيقا.
حفريات التاريخ كانت حاضرة في كلمة الأستاذ بنعبد العالي، سواء في الفكر العربي أو الغربي،مع التذكير بوضعية الترجمة كما عرفها الألمان،حيث خاضوا تجربة فريدة أنهوا من خلالها التأويل الفرنسي للفكر القديم.كما لم يفته في باب التفاصيل أن يستعرض في كيمياء التفاعلات ،الاستلهام من عالم الأحياء كالاستنبات والتخصيب،كما لم يفته أن يعتبر الترجمة نماذج التأويل،.
وبعد تسليم درع الكلية للمحتفى به من طرف عميد الكلية، واستراحة شاي، التأمت أشغال الجلسة العلمية الأولى برئاسة الأستاذ محمد عبد الواحد العسري.حيث استعرض فيها الأساتذة ؛بناصر البعزاتي، موضوع:"الترجمة نقل المعنى وتأويل السياق".وعبد اللطيف محفوظ، موضوع:"الترجمة وإكراهاتها:قراءة في كتاب،في الترجمة لعبد السلام بنعبد العالي". ومحمد الحيرش، موضوع:"تأويلية الترجمة ولسانيات الاختلاف". وعز الدين الشنتوف ،موضوع :"ممكن الترجمة في الدراسات الشعرية".
الجلسة الثانية وقد ترأستها الأستاذة بشرى العسال.تداول فيها الحديث الأساتذه؛ مصطفى النحال في موضوع:" الترجمة المقيدة بالتفاوض". وأحمد الفرحان في موضوع:"المصطلح الفلسفي؛من الترجمة الأمينة إلى الترجمة الموثوقة". وحاتم أمزيل في موضوع:" رسالة في الترجمة؛ هيرمينوطيقا قبل الهيرمينوطيقا".وحمادي هباد، في موضوع:"الجاحظ وكلام بلسانين".ومحمد صلاح بوشتالة،في موضوع:"نيتشه والترجمة:عن ضعف اللغة الأم، وقوة اللغة الهدف".
لتتواصل أشغال المؤتمر في اليوم الثاني، باستكمال الجلسات العلمية المتبقية.حيث ترأس الأستاذ أحمد الفرحان الجلسة العلمية الثالثة .وقد تداول الحديث فيها الأساتذة: الأستاذ السعيد لبيب، في موضوع :" النص المتخيل ومحنة الترجمان". ورشيد ابن السعيد ،في موضوع:"الترجمة ضيافة الغريب؛قراءة في أطروحات أنطوان بيرمان".وعبد الرحيم رجراحي في موضوع:"إشكالية الترجمة والفلسفة في الفكر العربي بين الطرح القديم والطرح المعاصر".
وترأس الأستاذ عز الدين الشنتوف، الجلسة الرابعة.وتداول الحديث فيها الأساتذة. :سعيد غردي، في موضوع :"الرافد اللساني للترجمة؛مقاربة في التطابق والتقريب".وعبد الإله حجاج ،في موضوع:":لماذا تعتبر المقاربة التأويلية للترجمة مفيدة بالنسبة للمترجمين؟".وحسن كون، في موضوع:"الترجمة اشتغال هيرمينوطيقي".ومحمد البوبكري في موضوع ":الترجمة والفهم ؛مقاربة لسانية هيرمينوطيقية".
أما الجلسة العلمية الخامسة، فقد ترأسها الأستاذ خالد أمين.وقد تناول فيها الكلمة الأساتذة مزوار الإدريسي، في موضوع: "انتعاش النص بالتأويل". ويوسف العماري، في موضوع:"شكوك تأريخية وفلسفية على ترجمة الكوجيطو؛ أنظر تجد".ومحمد الساهل، في موضوع:"الكاتش كتابة:مجاوزة الشعرية الشعرية القديمة في أعمال عبد السلام بنعبد العالي".
وإذ تنهض هذه المواضيع ببيان منحنيات إحاطات هذا المؤتمر،فإن طبع أعماله المسبقة،وبالموازاة معه،تضع المتتبع في صورة مواضيع أخرى لمشاركين،حالت دون حضورهم ظروف قاهرة،كعبد الفتاح كليطو،وكمال عبد اللطيف..
ويبقى المؤتمر مؤشرا مهما في قراء انفتاح المغرب من مداخل أخرى!