أحمد نورالدين: الجزائر توالي استفزازاتها وتسعى إلى إشعال الحرب ضد المغرب؟

أحمد نورالدين: الجزائر توالي استفزازاتها وتسعى إلى إشعال الحرب ضد المغرب؟ أحمد نورالدين
المناورات العسكرية الجزائرية على الحدود المغربية وبذخيرة حية، مستمرة، فاي رسالة توجهها الجزائر للمغرب؟
لا يتعلق الأمر بمجرد رسالة بل هي استفزاز آخر ضمن سلسلة الإستفزازات التي يقوم بها النظام العسكري الجزائري لجر المغرب إلى حرب إقليمية مفتوحة وشاملة يظن الجنرالات الجزائريون أنها المخرج الوحيد من مأزق الجزائر الحالي، ومشاكلها المركبة والمتراكمة والتي تعقدت بحيث يصعب أن يوجد لها حل آخر غير تغيير النظام الذي تكلست مؤسساته وشاخت نخبه وسقطت أيديلوجيته. 

وغير خاف على كل متابع للوضع في الجزائر أن "العصابات الحاكمة"،حسب تعبير الحراك الشعبي الجزائري، فشلت في إيجاد أرضية للحوار مع المعارضة السياسية للخروج من الإحتباس السياسي..
 
وفشلت في إقناع الشعب بالمشاركة في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية الماضية التي سجلت أدنى نسب منذ نشاة الجزائر سنة 1962، حيث لم تتجاوز سقف 27% رغم مشاركة أفراد الجيش في التصويت، وعجزت تلك "العصابات"عن تحمل أصوات صحافيين مستقلين فزجت بحوالي 300 صحافي في  السجون،واغلقت منابرهم الإعلامية، وعجزت عن توفير أبسط مقومات العيش الكريم من زيت وحليب وخبز، فلجأت إلى تعبئة الشعب ضد العدو الخارجي المغربي الذي اتهمته تارة بإشعال الحرائق في غابات تيزي وزو، وتارة باحتضان حركة القبائل التي تطالب بالإستقلال عن الجزائر، علما أن مقر هذه الحركة وحكومتها المؤقتة يوجدان في باريس وليس في الرباط، واتهمت الجزائر المغرب باحتضان حركة رشاد المعارضة،رغم أن قادتها يقيمون في سويسرا وبلجيكا وفرنسا، والقائمة طويلة؛ وصولا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق المجال الجوي بعد سنوات من إغلاق الحدود البرية، والإعتداء على الأراضي المغربية في واحة العرجة قرب مدينة فكيك في مارس 2021، تلاه الإعتداء الهمجي جسديا على فريق اليافعين المغاربة لكرة القدم الذين شاركوا في نهائي كأس العرب للناشئين في سبتمبر  2022 بمدينة وهران الجزائرية... نحن إذن أمام سلسلة من الأعمال العدائية التي تهدف إلى جر البلدين لمواجهة مفتوحة. ثم إن هذه المناورات ليست وحيدة فقد تعددت وتكررت خلال السنوات الأخيرة وبنفس الأسلوب المستفز، اي مناورات على التماس مع الحدود المغربية و بالذخيرة الحية، وترافقها تصريحات عدوانية ضد المغرب من قادة الجيش و مسؤولين سياسيين، و مصادقة الجدولة الجزائرية على ميزانية 22 مليار دولار خفضتها بعد ذلك نحو 18مليار دولار، كميزانية للجيش للسنة الجارية 2023، وهي بكل المقاييس ميزانية للحرب وليس للدفاع.
 
إضافة إلى كل هذه المؤشرات التي تؤكد قرينة سعي الجزائر إلى الحرب ضد المغرب وبكل الوسائل، هناك الكثير من مراكز الدراسات الدولية ومنها مركز "الكانو" الإسباني الذي كان قد دعا الحكومة الإسبانية إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة للحيلولة دون قيام الجزائر باشعال الحرب لان إسبانيا وجنوب اوربا سيكونان من اكبر المتضررين أمنيا واستراتيجيا واقتصاديا من تلك الحرب. 
 
وهذا التحذير من المركز الملكي الإسباني للدراسات الإستراتيجية يعزز جدية الآراء التي تقول بسعي الجزائر نحو إشعال الحرب، بل إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اعترف بذلك في حديثه مع جريدة "لوفيغارو" الفرنسية حين قال بأن قطع العلاقات مع المغرب في غشت 2020 كان الخيار المطروح على الطاولة إلى جانب الحرب!! ..
والإعتراف سيد الادلة كما تقول القاعدة القانونية.
 
أحمد نورالدين /خبير في العلاقات المغربية الجزائرية