دورة تكوينية بمراكش تقدم عشر نصائح من أجل تغطية إعلامية جيدة للعنف ضد النساء

دورة تكوينية بمراكش تقدم عشر نصائح من أجل تغطية إعلامية جيدة للعنف ضد النساء صورة جماعية للمشاركين في الدورة
أشرفت "مؤسسة النواة والحقوق والتنمية" على مدى يومي 2 و3 ماي 2023 بالمدينة الحمراء، على تنظيم دورة تكوينية تفاعلية  لفائدة 30 صحفيًا وصحفية من وسائل إعلام وطنية ومحلية وطالبات صحافيات، كان موضوعها " التغطية الإعلامية للعنف ضد النساء... مهمة ليست كغيرها". 
 
قاد دفة سفينة هذه الدورة كل من أمينة بيوز رئيسة مؤسسة النواة رئيسة مؤسسة النواة للحقوق والتنمية والإعلامي محمد اسليم، حيث ابحرا في الوم الأول، نحو أهمية الممارسات الجيدة للتغطية الإعلامية للعنف ضد النساء، كشفا خلالها عن مظاهر أشكال العنف وتأثيراته على الضحايا والمجتمع، ومدى خطورة استمرار الصور النمطية والكليشيهات المستخدمة للتعبير عن العنف الذي تتعرضت له الضحية/ الناجية، فضلا عن الأساطير الشائعة التي لازالت هي المسيطرة على غالبية محتويات  التقارير الصحافية النمطية التي تضر في كثير من الأحيان  بضحايا الاعتداء نفسيا واجتماعيا.
 
وركز المؤطران على الإجابة على العديد من التساؤلات والمداخلات الحقوقية والإعلامية التي تفاعل معها المستفيدون والمستفيدات في هذه الدورة تتماشى ومناصرتها  لقضية المرأة المعتدى عليها، وفق مقاربات متعددة الأبعاد، منها الانصات المباشر لشكاياتهن، وهو الدور الذي تقوم به مراكز الاستماع الخاصة بالنساء التابعة للجمعيات، أو من طرف الجهات المعنية بتلقي شكايتهن  وتتبع مسارها القانوني. وأبرز المؤطران أهمية فهم مختلف أشكال العنف والتحديات التي تطرح على الإعلامي والحقوقي خلال التطرق للعنف الممارس ضد النساء، مناصرة لقضيتها وليس إدانتنا أو لومها أو خلق تبريرات للعنف، ونبها  إلى اشكالية تداول الأفكار المغلوطة من قبيل أن العنف يؤثر فقط على مجموعات معينة من النساء، والواقع أن هذا ليس صحيحا، فالعنف  ضد النساء ليس له حدود، فهو يؤثر على النساء من جميع الخلفيات  والطبقات الاجتماعية  والاقتصادية. 
 
وخلال اليوم الموالي واصلت سفينة الدورة التكوينية إبحارها بتأطير من عبد الله امهاه مدير المعهد العالي للصحافة والاعلام بمراكش والإعلامي محمد بوازرو، تطرقا لأنواع التقارير  الصحفية  الجيدة حول العنف الممارس ضد النساء، منطلقها فهم سلوك الضحية/ الناجية  خلال إجراء الصحافيين والصحفيات للمقابلات الصحفية مع المرأة المعنفة، وهي ليس بالمهمة السهلة،  وطبيعة الأسئلة التي على الصحافي  طرحها على الناجيات من العنف خلال المقابلات الصحافية، وأهمية انتقاء الوضعيات والأماكن والظروف ووانتقاء واستعمال الكلمات والمصطلحات  المناسبة في الوضعية المناسبة، عند صياغة مختلف المواد الإعلامية من ريبورتاجات وتقارير مكتوبة أو مرئية أو سمعية، بهدف الوصول إلى شاطئ الأمان بتغطية صحافية في المستوى المطلوب، تناصر المرأة الضحية في قضيتها وتحفظ لها  كرامتها داخل المجتمع الذي تنتمي إليه.
 
وأوضح المؤطران أن القيام بمثل هذه المهام الصحافية، في إنجاز المقابلات مع النساء ضحايا العنف، دائما ما تطرح أمام الصحافيين والصحافيات تحديات متوقعة وغير متوقعة، تضع الصحافي أو الصحافية أمام مسؤولية ليس كغيرها، مؤطرة بأخلاقية العمل الصحافي والحقوقي عند تغطيته لحالات العنف ضد المرأة، المعروضة أمامه، وصولا بها إلى النتائج المتوخاة إعلاميا،  اعتمادا على المبادئ الأساسية منها: الدقة والانصاف والحياد واحترام الخصوصية وحماية المصادر  وعدم إلحاق الضرر بالضحية الناجية وواجب الإعلام.
 
وقدمت للمستفيدين من هذه الدورة التكوينية التي نظمتها مؤسسة النواة للحقوق والتنمية بشراكة مع المعهد العالي للصحافة والإعلام بمراكش للعاملين على العنف الممارس ضد النساء عشر نصائح أساسية بعيدا عن السطحية والتشخيص الذي تقوم به جهات معنية به، وجاءت هذه النصائح ميسرة بين دفتي  دليل إعلامي وعملي متميز، وزع على كافة المشاركين.