تدفق السودانيون الفارون من القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع إلى مدينة بورتسودان على البحر الأحمر والحدود الشمالية للسودان مع مصر، فيما تردد صدى الانفجارات وإطلاق النار، الثلاثاء 2 ماي 2023، في الخرطوم.
وصل العديد من السودانيين والأجانب المنهكين إلى بورتسودان، الميناء البحري الرئيسي في البلاد، وانضموا إلى الآلاف الذين انتظروا أياما ليتم إجلاؤهم من الدولة المنكوبة بالفوضى، ونقل آخرون في حافلات وشاحنات مزدحمة بحثا عن ملاذ في مصر.
وقال عبد الله الفاتح، أحد سكان الخرطوم: "باتت أجزاء كبيرة من العاصمة فارغة. جميع (سكان) شارعنا فروا من الحرب".
وحول القتال، الذي دخل أسبوعه الثالث، مدينتي الخرطوم وأم درمان المجاورة إلى ساحة معركة، وقال السكان إن الاشتباكات العنيفة التي تدور رحاها في أحياء سكنية حولتها إلى "مناطق أشباح".
تمكنت عائلة الفاتح من الخروج من الخرطوم، الأحد، بعد أن أمضت الأسبوعين الماضيين محاصرة في منزلها في حي كافوري بالخرطوم، وهو نقطة اشتعال رئيسية منذ اندلاع القتال في 15 أبريل.
وأشار إلى أنهم وصلوا إلى بورتسودان، مساء الإثنين، بعد رحلة مرهقة استغرقت 20 ساعة. وهناك، وجدوا الآلاف، بينهم الكثير من النساء والأطفال، يخيمون خارج منطقة الميناء، مشيرا إلى أن الكثيرين يقيمون هناك منذ أكثر من أسبوع، دون طعام أو خدمات أخرى.
وتحولت بورتسودان إلى مركز للحكومات الأجنبية لإجلاء مواطنيها جوا وبحرا.
ماذا يحدث عند نقاط العبور المزدحمة مع مصر؟
عند نقاط العبور المزدحمة مع مصر، انتظرت آلاف العائلات لأيام داخل حافلات أو سعت للحصول على مأوى مؤقت في مدينة وادي حلفا الحدودية للانتهاء من أوراقها للسماح لها بدخول مصر.
يوسف عبد الرحمن طالب جامعي سوداني عبر إلى مصر مع عائلته عبر معبر قسطل (أشكيت) في وقت متأخر من الإثنين.
قال إنهم أمضوا ليلتهم في نزل في مدينة أسوان جنوب مصر، ويخططون لركوب قطار متجه إلى القاهرة في وقت لاحق من الثلاثاء2 ماي 2023.
وتوجهت عائلة عبد الرحمن إلى معبر أرقين اولا نهاية الأسبوع. كان المعبر مكتظا، فقرروا الانتقال إلى معبر قسطل (أشكيت) بعد أن سمعوا أن العبور منه سيكون أسهل، على حد قوله.
وقال عبر الهاتف: "الوضع فوضوي (في أرقين) لقد تقطعت السبل بالنساء والأطفال والمرضى في الصحراء بلا طعام ولا ماء".
تحدث عبد الرحمن عن دمار ونهب واسعين، لا سيما في الأحياء الراقية بالعاصمة.
وقال إن أحد الجيران قال لهم عبر الهاتف إن مسلحين يرتدون زي قوات الدعم السريع اقتحموا منزلهم في حي العامرات بالخرطوم، الجمعة، بعد يوم من فرارهم من العاصمة.
ولجأ الكثير من السودانيين إلى مواقع التواصل الاجتماعي للشكوى من اقتحام منازلهم ونهبها على يد رجال مسلحين.
واضاف: "نحن محظوظون لأننا لم نكن في المنزل وقت الاقتحام. كان من الممكن أن ينتهي بنا المطاف إلى جثث".
أعداد النازحين كبيرة
وقال بول ديلون، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، في جنيف إن القتال أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 334 ألف شخصا داخل السودان منذ 15 أبريل.
وأكدت أولغا سارادو، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على ان عشرات الآلاف فروا من دول مجاورة، من بينها مصر وتشاد وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا، بما في ذلك أكثر من 100 ألف لاجئ.
وحذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من أن عدد الفارين من الصراع إلى البلدان المجاورة قد يتجاوز 800 ألف.
وكتب على تويتر: "نأمل ألا يحدث ذلك ولكن إذا لم يتوقف العنف فسنرى المزيد من الأشخاص يجبرون على الفرار من السودان بحثا عن الأمان".
وأفاد سكان أن دوي الانفجارات وإطلاق النار تردد في ساعة مبكرة من، الثلاثاء، في أنحاء كثيرة من العاصمة مع وقوع اشتباكات عنيفة حول مقر الجيش والمطار الدولي والقصر الجمهوري في الخرطوم.
وأضافوا أن الطائرات الحربية التابعة للجيش شوهدت تحلق في سماء العاصمة.