على إثر تكريم القبايل بالجزائر لوالدته التي قتلت جبنا من طرف " درك الاستعمار الجزائري" في عام 2001، تذكر مواطن قبايلي ذلك المشهد الحزين، فأصبح لا يفارقه مثل الكابوس طوال الوقت، بل مثل ظل لا يريحه، فكتب رسالة رثاء معبرة في حقها، ويحكي قائلا:
" قتلت آيت أوسلمان نادية على يد رجال درك عين الحمام في يوم 28/04/2001 أثناء المظاهرات في القبايل..، كان يوما قاسياً ومصيرياً. وهو اليوم الذي قُتلت فيه والدتي العزيزة واللطيفة نادية أمام عيني المذهولتين!
لا أفهم لماذا حياتنا هادئة للغاية، لقد تغيرت عائلتنا الموحدة في ثانيا واحدة. في الصباح الباكر، أمطرت العواصف في كل مكان مثل الأمطار الغزيرة! جرتني والدتي الخائفة معها لأخذنا إلى جارنا .
وتخلصت والدتي من رصاصتين، إحداهما في الصدر والأخرى في اليد. سقطت أمام عيني مستلقية في بركة ضخمة من الدماء. يا إلهي! يا له من رعب! ما هي اليد التي تجرأت على قتل أم شابة تركت وراءها أرواحًا بريئة، واحدة بالكاد تبلغ من العمر 11 عامًا والأخرى تبلغ من العمر أربع سنوات ؟
أمي، صورتك والمشهد الرهيب الذي شاهدته سيظلان محفورين إلى الأبد في ذاكرتي!
يا لها من ذكرى مروعة! يستمر هذا الكابوس طوال الوقت مثل الظل، لكنني أحاول أن أكون شجاعًا، ولا أبكي أبدًا أمام عائلتي حتى لا أؤدي إلى تدهور صحة أجدادي المرضى. جرحي فجوة، لا أعتقد أنه يمكن أن يشفى. كل ليلة، فيضان من الدموع ينقع وسادتي. لا تغضب مني يا أمي لا استطيع مساعدتها
ماذا فعلنا أنا وأخي الصغير أمين لنستحق هذا المصير المحزن ؟
ماذا فعلنا لحرماننا من أمنا ؟ نحن في أمس الحاجة إليك الآن!
نريد حنانك وحبك وعاطفتك ونحن محرومون منها.
تسحب أمين حقيبتها المدرسية بيديها الضعيفتين وتتجه إلى المدرسة بحثًا عن وجهك بين المعلمين. إنه يسأل عنك دائماً
إنه لا يطاق! قد يتلقى العناق والهدايا من كل المقربين منه، لكنه يريد أحضانك، حضنك!
لا أحد يستطيع أن يحل محل قلب الأم!
أمي، كنت يتيما أيضا، كنت بالكاد تعرف والديك.
كنا كل شيء بالنسبة لك، سبب عيشك! أردت أن تجعلنا رجالاً عظماء
أمي، أعدك بأنني سأحقق كل أحلامك ؛ إن شاء الله، أعدك بأنني سأكون رجلاً عادلاً وصادقًا لأن بلدنا متعطش لهاتين الصفتين! أناشد الله أن ينصف جميع الأرواح البريئة الذين يدفعون ثمن الأخطاء التي لم يرتكبوها. أمي، إنه عيد ميلادي قريبًا ولن يتم الاحتفال به بالفرح المعتاد. أعلم أنني سأحصل على دعم من عائلتي بأكملها وأنني سأتلقى جبلًا من الهدايا، لكن لا يمكن لأحد أن يحل محل هديتك. ابتسامتك ستكون كافية.
أمنيتي هي أن أرى مدرستي تحمل اسمك، لأن هذا هو المكان الذي يتدفق فيه دمك وهذا هو المكان الذي أعطيت فيه الكثير. طلابك وزملائك في العمل لديهم ذكرى دائمة عنك.
أتمنى أن ينضم إلي جميع الأيتام وأقارب أولئك الذين أحرقتهم جمر الهمجية في الدعاء إلى الله لمساعدة موتانا في فردوسه الواسع. لمعاقبة المجرمين ومساعدتنا على التغلب على هذه المحنة المؤلمة...
المجد والشرف لجميع ضحايا مأساة القبايل...
ارقدي بسلام يا أمي العزيزة...
ابنك أكلي كيكو..."