جمعية اليهود المغاربة ببلجيكا تحتفل بعيد “ميمونة”

جمعية اليهود المغاربة ببلجيكا تحتفل بعيد “ميمونة” جانب من الحفل
نظمت جمعية اليهود المغاربة ببلجيكا حفلا بمناسبة عيد "ميمونة"
حضره كل من محمد عامر سفير المملكة المغربية ببلجيكا والذوقية الكبرى للوكسمبورغ، السفيرة الإسرائيلية المعتمدة لدى بلجيكا ايديت روسينزويج ابو، فؤاد أحيدار رئيس البرلمان الفلاماني بجهة بروكسل، ألبير كيكي الحاخام الأكبر ببروكسل، موريس طال رئيس جمعية اليهود المغاربة في بلجيكا، السيد بول دحان رئيس المركز الثقافي اليهودي المغربي، وشخصيات أخرى تنتمي لميادين متعددة.
ورحب موريس طال رئيس جمعية اليهود المغاربة في بلجيكا في كلمة الافتتاحية بالحاضرين، الذين لبوا دعوة لحضور التي تتصادف مع الذكرى 70 لعيد ميلاده، مؤكدًا على أنه رغم كل الصعاب استطاع أن ينظم حفلة ميمونة على مدار 25 سنة متتابعة، وهي مناسبة مهمة لاستعراض التلاحم الوثيق الذي يربط اليهود المغاربة مع وطنهم الأم المملكة المغربية، وتجندهم ودفاعهم المستميت على الثوابت والمقدسات الوطنية.
محمد عامر سفير المملكة المغربية ببلجيكا والذوقية الكبرى للوكسمبورغ، ألقى كلمة كلمة عبر فيها عن فرحته بهذا اللقاء الذي يعكس التعايش الكبير الذي جمع على مدار التاريخ بين اليهود المغاربة والمسلمين المغاربة، باعتبار أن المغرب يعد نموذجا فريدا للتعايش والتسامح بين اليهود والمسلمين، الشيء الذي جعل من المملكة المغربية بلدا رائدا في مجال التسامح الديني.
وأشاد السفير بالموقف الشجاع، الذي أبان عنه الملك محمد الخامس رحمه الله، إزاء قوانين حكومة فيشي، حيث ساهم في إنقاذ حياة نحو 250 ألف يهودي مغربي من اضطهاد وهمجية ألمانيا النازية، وكان له موقف ثابت ضد القوانين المعادية للسامية والعنصرية التي سعى نظام فيشي الذي كان آنذاك خاضعا للاحتلال النازي، تطبيقها بالمغرب إبان فترة الحماية، ورفضه لكل أشكال التمييز والتفرقة بين رعاياه، بصرف النظر عن عقيدتهم أو ديانتهم على الرغم من الضغوط التي مارستها سلطات الحماية، رفض توقيع الظهائر المتعلقة بهذه القوانين المعادية لليهود وشدد على أن اليهود، كباقي المغاربة بمختلف طوائفهم، هم رعاياه وسينعمون بحمايته، نفس الشيء ينطبق على الملك الراحل الحسن الثاني الذي قام بدور طلائعي كبير في الدفاع عن اليهود المغاربة.
وذكر السفير الحاضرين بأن المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، تولي أهمية كبرى لليهود المغاربة في مختلف المجالات، حيث تبذل مجهودات كبرى للحفاظ على التراث اليهودي، على غرار نفس الاهتمام الذي ترصده للحفاظ على مُقدسات باقي الديانات في المملكة، ويُعتبر المغرب من الدول التي تُشكل ملاذاً وأماناً لمُعتنقي جميع الديانات السماوية، من مُسلمين ويهود ومسيحيين، إذ تحتضن بعض المدن، كمراكش والصويرة مثلاً، كنيسة في نفس الزُقاق الذي يُوجد به مسجد، وغير بعيد منهما معبد يهودي.
وفي هذا الصدد، تعمل المملكة على إطلاق مجموعة من المبادرات لتأهيل وترميم دور العبادة والأضرحة والأحياء اليهودية، وذلك في سياق استراتيجية يقودها الملك محمد السادس، عنوانها تكريس الهوية الوطنية المتعددة والموحدة، التي تأتي في سياق دستوري أكد على أن الرافد العبري يُعد مكوناً أساسياً، وجُزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية للمغرب، الذي يفتخر بأبنائه ويحتضنهم أينما كانوا ومهما كانت دياناتهم، دون تمييز أو تفضيل.
ألبير كيكي الحاخام الأكبر ببروكسل، نوه في مستهل كلمته بالمجهودات الجبارة التي بذلها موريس طال رئيس جمعية اليهود المغاربة في بلجيكا لإخراج النسخة 25 لحفل ميمونة الذي يبرهن مرة أخرى على التعايش الكبير الذي يجمع بين اليهود المغاربة واخوانهم المغاربة المسلمين ،مؤكدا عزم الجالية اليهودية على تقوية العلاقات مع المملكة المغربية في شتى المجالات (السياسية والاقتصادية والثقافية)، وكذا الدفاع عن مصالح المغرب وقضاياه الكبرى، وجلب الاستثمارات في مختلف القطاعات، وتنظيم زيارات سياحية للتعريف، من بين أمور أخرى، بالموروث اليهودي الذي تزخر به المملكة المغربية لاسيما في بعده الروحي.
وأشادت السفيرة الإسرائيلية المعتمدة لدى بلجيكا، ايديت روسينزويج ابو، بالتنظيم الجيد لحفل ميمونة الذي ينظمه سنويا منذ 25 سنة موريس طال رئيس جمعية اليهود المغاربة في بلجيكا، والذي يعكس الصورة المشرفة عن الاخاء والعيش المشترك بين الجميع.
الحفل أختمت فقراته على إيقاع مجموعة من الأغاني الوطنية والموسيقى المغربية، التي تعكس التراث الفني الوطني الغني والمتعدد والمتنوع.