بعد حملة الاستياء والتنديد التي شنتها الجمعيات الحقوقية النسائية مع بداية هذا الشهر الرمضاني ضد الوصلة الإشهارية لمؤسسة الضحى على القناة الثانية، والتي رأت فيها تراجعا خطيرا عما حصلت عليه المرأة المغربية من مكاسب مع مستجدات دستور 2011. عقب أن وصفها الممثل "البشير سكيرج" ب"العقوبة" الواجب التخلص منها بالزواج وبأي ثمن. ها هم أعوان السلطة يعلنون غضبهم أيضا من أحد الاإنتاجات بنفس القناة، ويحتجون على الصورة التي قدموا بها في أحداثه. الأمر يتعلق بسلسلة "كنزة في الدوار" لمخرجها هشام العسري، والتي صنفها "المقدمين" كأحد الأعمال المسيئة لوظيفتهم باعتبارها لا تعكس الوجه الحقيقي لطبيعة وقيمة الدور الذي يؤدونه، وكذلك المستوى الثقافي والمعرفي الذي يتوفرون عليه. وعلى هذا الأساس، عبر نور الدين، عون سلطة بمنطقة اسباتة في الدار البيضاء عن استغرابه لما وصفه بانجراف القائمين عن المجال الفني ببلادنا وراء أحكام جاهزة ربما روجت لها ظروف وسياقات عهد بائد. مضيفا في تصريح ل"أنفاس بريس" كون أي وظيفة لا تخلو من أناس جادين وآخرين مستهترين بالمسؤولية الملقاة عليهم. لذلك، يلفت، إلى أنه لا مجال للتركيز على أعوان السلطة بتلك النعوت المنحطة وكأن على جبينهم وصمة التهاون والجهل، والأدهى تكريسها في الواجهة الإعلامية والفنية وكأنها القاعدة المعمول بها. ومن جهته، شدد عبد الغني، مقدم بدرب الحجر، على أن ما طرأ من تطورات في علاقات رجال السلطة بالمواطنين خلال السنين الأخيرة لم يعد يسمح بالتمسك بعقليات الماضي. وهي المسألة التي يجب معها الوعي بأن عون السلطة صار بشواهد جامعية ودبلومات علمية ربما لا يملكها من هم يرأسونه في أعلى الهرم الوظيفي أو حتى أولئك الذي يكيلون له التهم الاستعراضية. ويكفي، يضيف عبد الغني "العلم بأننا نشتغل إلى أن يقترب موعد أذان المغرب. ومع أن الساعة تشير الآن إلى العاشرة ليلا فإننا نستعد للخروج في دورية السهر على أمن المواطن الذي يستمر في ملء الأزقة والقيساريات إلى الساعة الثانية صباحا". فمن المؤسف حقا، يستطرد، أن يأتي التغليط ممن يفترض فيهم تصحيح الرؤى للمشاهد في وقت اقتنع فيه الجميع بأن إضحاك المتفرج لم يعد ينفع معه السخرية من الإعاقات الجسدية أو لكنة الشلح والعروبي أو التحامل على أصحاب مهن معينة. وإنما صارت عوامل أكثر جدية وعمق هي المتحكمة في نجاح الأعمال أو بالأحرى المشاهد الكوميدية. ولهذا، يعتقد المتحدث بأن القناة الثانية ارتكبت بمباركتها لصورة "المقدم" في سلسلة "كنزة في الدوار" خطأ فادحا، ومن أقل الواجبات عليها اللحظة هي العمل على تداركه في أقرب الأوقات. كما لم يستثن من قائمة المسؤولين الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري "الهاكا" التي حملها بدورها قسطا من المسؤولية لوقوفها موقف اللامبالي والمتفرج حيال مثل هذه التجاوزات التي لا يراها تفترق عما تقام له الدنيا ولا تقعد حين يتعلق الأمر بحيف ما تجاه كرامة المرأة وسمعتها.