لامكان للعلم والعلماء في باكستان المتطرفة

لامكان للعلم والعلماء في باكستان المتطرفة الدكتور محمد عبد السلام
تخيلوا أنّ باكستان لديها عالم الفيزياء محمد عبد السلام الذي نال جائزة نوبل وما أدراك ما نوبل، لكنّهم شطبوا إسمه من معاهدهم و أزالوه من مقابر المسلمين، وكفّروه فقط لأنّ أصوله من الطائفة الأحمدية ويختلف عنهم عقائديا، وبالرغم من أنّه عبقري وخارق الذكاء، وساعد بلاده في تأسيس معاهد الفيزياء النووية ومراكز بحوث للفضاء، وقدّم نفسه للعالم على أنّه باكستاني رغم سهولة حصوله على أي جنسية غربية في رمشة عين، بل وفعل المستحيل لتطوير بلاده علميا، لكنّ لأنّ أغلبية الشعب الباكستاني متخلّفة ومن الغوغاء فلم يقبلوا به، وبرّرت الجهات الرسمية ذلك بأنّ العقيدة الدينية أهم من العلم التجريبي، رغم أنّ هذا العالم لا ينتقد الدين ولم يدخل أساسا في هذا الجدال، وانشغل فقط بعلومه ولم يترك لهم أي حجة أبدا، ومع هذا لم يتركوه وشأنه دون تمريره على محاكم التفتيش، وطبعا المجتمع الباكستاني بائس متطرّف لحد الجنون، والسنة الماضية قتلوا طالب طب قلب فقط لأنّهم اكتشفوا إلحاده، أي أنّ هذه المجتمعات البائسة تقتل وتقمع عباقرتها، ثم تبكي من تخلّفها العلمي وعدم وجود المتفوّقين فيها، وبكل وقاحة وانفصام وغباء يشتكون من المؤامرة الغربية في هجرة الأدمغة، وكأنّ أوروبا اتصلت بالباكستانيين الهمج وقالت لهم اقمعوا عالم الفيزياء عبد السلام وكفّروه!، والمصيبة الكبرى أنّ هذه الأمة لم تتعلّم الدرس من تكفير ابن سينا والفارابي والخوارزمي وأمثالهم في الماضي، ولم تتّعظ من خسارتهم، ولازالت تمارس نفس السعار الديني القاتل..!!
ولذلك لا أشفق أبدا على هذه الشعوب الحقيرة عندما أراها مطحونة في التخلّف والمعاناة والحروب، لأنّها تستحق أن تكون مدعسة للبشر ووقود لا قيمة له في لعبة الصراع الدولي، وهذا هو قانون الطبيعة العادل !..