عاشت ساكنة منطقة درعة ظروفا اقتصادية واجتماعية عصيبة خلال العشر سنوات الماضية بسبب الجفاف الذي حكم على الواحة بالزوال، مما اضطر معه العديد من الأسر، بل العائلات إلى مغادرة المنطقة والهجرة إلى مدن الداخل ذات الاستقطاب الكبير كالدار البيضاء، والرباط، ومراكش وغيرها.
ومن الأمور التي ستزيد من تأزيم الوضع وإجبار الساكنة على المغادرة القصرية؛ العمل على إقامة مطرح مراقب بالقرب من منطقة تمتيك التابعة للجماعة الترابية تمكروت.
فقد كان من أهم المشاريع التي عمدت مجموع الجماعات الواحة إلى المصادقة عليها والترافع من أجل الحصول على التمويل المالي الكفيل بتنزيلها على أرض الواقع خلال الولاية الانتخابية الماضية.
لم يستطع المجلس السابق برئاسة ج.ن إخراج المشروع الى حيز الوجود بعد مصادقة الجهات الوصية على التمويل المالي لأن الساكنة رفضت إقامة المشروع على أرض جماعة تمكروت حيث وجهت شكايات في الموضوع لكل من يهمه الأمر، فظل المشروع حبيس الأوراق إلى أن جاء المجلس الحالي المسير لمجموع الجماعات الواحة الذي أصر على إقامة المطرح ضدا على إرادة الساكنة، رغم الشكايات التي قدمت لجميع الجهات التي يهمها الأمر بما في ذلك عامل صاحب الجلالة على إقليم زاكورة، حيث تشم رائحة الانتقام السياسي من الساكنة بسبب النتائج التي أفرزتها انتخابات 2021.
جدير بالذكر أن هذا المطرح سيضر بساكنة المنطقة التي انهكتها الروائح الكريهة المنبعثة من محطة معالجة المياه العادمة التي تحاصر الساكنة من جهة الشمال، وإذا ما انضاف المطرح من جهة الجنوب فإن الساكنة ستحاط بكارثة بيئية ستؤدي إلى خنق الساكنة والحكم عليها بالموت للبطيء أو الفرار وإخلاء المجال.
وحسب أهل الاختصاص فإن المطرح تقرر بناؤه على واد يصب بمنطقتي تمتيك ومركز جماعة تمكروت حيث الزاوية الناصرية العامرة، أضف إلى ذلك أن التربة التي سيقام عليها المطرح لا تصلح لهذا الأمر كونها عبارة عن ركام منقول وليست أصلية وهو ما سيسهل نفاذية المياه الملوثة إلى الفرشة المائية.
وحسب بعض المصادر المطلعة فإن العديد من رؤساء الجماعات المنتمين لمجموع الجماعات الواحة يرفضون إقامة المطرح ويطالبون بإقامة مطارح صغيرة بتراب الجماعات التي يسيرونها لأن الساكنة تقوم بإعادة تدوير أغلب النفايات المنزلية ولن تحتاج إلى نقل الباقي إلى منطقة تبعد عنها بأكثر من 80 كيلومترا مشددين على أن المطرح سيقام خصيصا لخدمة ساكنة جماعة زاكورة الترابية وبعض الجماعات القريبة منها لا غير، منبهين إلى أن هناك مناطق أخرى أصلح لإقامة المطرح بحكم بعدها عن الساكنة وأصالة تربتها الضعيفة النفاذية.