ياسين فنان في هذا المسلسل اعاد للأذهان نجاحاته السابقة مع مسلسلات ظلت راسخة في ذاكرة المشاهدين المغاربة، من أشهرها "الوعد".
من أسباب تفوق "غدر الزمان"، نذكر بالأساس، توهج العملية الإخراجية التي جاءت محكومة بوعي إبداعي جد واضح، من حيث الإعتماد على سيناريو جد متناغم في بنائه العام وتطوره، ورسم شخصياته الفاعلة، حتى وإن كان جد محدود في بؤرته التخييلية، وعدم التعمق من حيث امتداد الأحداث وتشعبها (سيناريو عادل بلحجام). كما ان المخرج لم يعمد للتلفيق والتسرع وهو ينجز عمله حيث نجد اهتماما ملحوظا بالكادرات، ولعبة النور والظلام التي تعكس توتر الأحداث أو انفتاحها عقب كل لحظة تأزمها، إضافة الى أن إدارة الممثل جاءت جد موفقة، حيث لا نلاحظ أي تفاوت في الأداء بين مختلف الممثلين؛ صحيح أن مهدي فولان وسعد موفق وسلوى زرهان متألقون بشكل لافت، ربما لمساحات ادوارهم، لكن ذلك لم يؤثر اطلاقا على تألق وتفوق البقية من الممثلين كجميلة الهوني، ومنى فتو، ومنصور بدري، وعادل ابا تراب، واحلام الزعيمي... والأكثر من ذلك، قدم لنا فنان وجوها شابة جد مقنعة ومتفوقة أساسا سلمى صلاح الدين بجمالها مع شخصيتها الطيبة، وعبير كروي التي بدت هادئة ومثيرة وهي تقف أمام ممثلين جد مجربين لكن دون أن يؤثر ذلك على تفوقها.
أعتقد أن الدراما المغربية، رغم الملاحظات العامة حولها لكثير من النقاد والمتتبعين، تستحق التنويه والتشجيع، ولعل "غدر الزمان" واحد من المسلسلات المتفوقة الممتعة في خريطة برامج القناة الأولى رغم الظلم الذي لحقه بسبب توقيت البث.