خديجة بنعبد السلام في مواجهة اعصار الهدر المدرسي بوزان

خديجة بنعبد السلام في مواجهة اعصار الهدر المدرسي بوزان جانب من اللقاء
رفعت خديجة بنعبد السلام بصفتها مديرة اقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بوزان، نقطة نظام في وجه المتدخلين والشركاء الحاضرين في الجلسة الافتتاحية المخصصة أشغالها لإعطاء انطلاقة قافلة التعبئة المجتمعية من الطفل إلى الطفل، ومن اليافع إلى اليافع ، التي يؤطرها شعار " جميعا من أجل تحقيق الزامية التعليم وتعزيز قابلية التكوين والتشغيل "، من أجل انخراطهم/ن الواعي والمسؤول في مواجهة آفة الهدر المدرسي التي تبدد كل المجهودات المبذولة، والامكانيات الضخمة المستثمرة بالإقليم. وذكرت في كلمتها بأن الغاية من تنظيم القافلة تقعيد مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، وتمكين التلاميذ من التعلمات الأساسية، والاحتفاظ بهم/ن في الصفوف الدراسية، ووضع حد نهائي للانقطاع الدراسي، وتوسيع شبكة التمدرس الاستدراكي.
 
وعددت المديرة الإقليمية بالأرقام ما تم انجازه ميدانيا في مواجهة آفة الهدر المدرسي بالإقليم، والتقدم الحاصل في الرفع من عدد مراكز التمدرس الاستدراكي، والنجاح في مصالحة المدرسة العمومية مع ثلة من أبنائها كانت قد لفظتهم/ن لأسباب خارج عن ارادة الطفل واليافع، مما عطل فعلية حق فئة عريضة  من الطفلات والأطفال من التعليم الناجع.   
 
ولأن الشأن التعليمي مجتمعيا بامتياز، فقد أدلى بدلوه في موضوع الهدر المدرسي الذي يبدد الرأسمال البشري ، كل من زاوية اشتغاله والأدوار الموكولة قانونيا للمؤسسة التي يمثلها، نائب وكيل الملك بصفته رئيس خلية التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف، وعضو اللجنة الجهوية للمؤسسة الحقوقية الوطنية، ورئيس المجلس العلمي المحلي، وأطر ادارية وتربوية بالمديرية، حيث اتفق الجميع على أن الأرقام مقلقة، وتسائل صناع القرار من مؤسسات عمومية وجماعات ترابية على مستوى تراب اقليم وزان عن درجة ومستوى حضورهم/ن  في تفعيل الحق في التعليم الذي تنص عليه أحكام بدستور المملكة، واتفاقية حقوق الطفل المصادق عليها من طرف المغرب من سنو. ولم يفت هؤلاء الاشارة ( كل بقاموسه ) إلى ثقل فاتورة الهدر المدرسي التي تؤديها الفتيات، وخصوصا فتيات العالم القروي، وفتيات أحزمة الفقر حيث يعشعش الاقصاء الاجتماعي. 
 
المشاركات والمشاركون في أشغال اللقاء الذين تشكلت أغلبيتهم/ من نساء ورجال الادارة التربوية، وبعض الجمعيات المدنية، وحفنة نحيفة من المتدخلين والشركاء المؤسساتيين، نجحوا في تفاعلهم/ن في اقتلاع الشجرة التي تخفي غابة الهدر المدرسي كما يعيشون معاناته ميدانيا، واجتهدوا في وضع الأصبع على الداء المتشعبة أسبابه، وأجمعوا بأن مواجهة معضلة الهدر المدرسي الذي توسع ضحاياه بالتعليم الاعدادي بالعالم القروي، ليست من مسؤولية نساء ورجال التعليم لوحدهم ما دام هناك اجماع وطني بأن الشأن التعليمي مجتمعي بدون من منازع، وكل من تخلف عن الموعد من الشركاء والمتدخلين فإنه يساهم في تعطيل دوران عجلة تنمية الإقليم، وتنويع أعطابه.
 
قوة محطة اطلاق قافلة التعبئة المجتمعية تجلت في اقرار جملة من المخرجات والتوصيات التي يعتبر تفعيلها باعتماد المقاربة التشاركية مدخلا أساسيا لمحاصرة الآفة، وجسرا لمصالحة حقيقية مع الحق في التعليم.
 
أهم التوصيات:
- توجيه نداء لمختلف المتدخلين والشركاء إلى الانخراط الواعي الواعي والمسؤول، وبروح مواطنة ووطنية عالية في قافلة التعبئة المجتمعية.
- الاشتغال على توفير البيئة الحاضنة للتلميذات والتلاميذ بالمؤسسات التعليمية ومحيطها تعزيز آليات المواكبة توجيه عملية الدعم المدرسي للتلاميذ والتلميذات ضحايا وضعياته/ن الصعبة.
- الرفع من عدد الأقسام الداخلية، والمطاعم المدرسية، ودور الطالب(ة)
- تعزيز المؤسسات التعليمية بالعالم القروي بفضاء للمتعلمات والمتعلمين باستعمالها أوقات الفراغ توسيع شبكة النقل المدرسي.
- بناء أنشطة موازية من أجل الدمج ( مدرسة مفعمة بالحياة) تفعيل أدوار خلايا الانصات والعمل على مأسستها.
- تعزيز التواصل مع خلية التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف بالمحكمة الابتدائية بوزان -اعتماد عند الضرورة - آليات تتلائم مع خصوصيات كل جماعة ترابية، تعطي معنى للمصلحة الفضلى للطفل، (عند طلب تغيير المؤسسة بالنسبة للتلميذ(ة) في مرحلة النزاع بين الوالدين.
- تنظيم دورات تكوينية، وأخرى لتقوية القدرات يستفيد من محتواها الحقوقي عضوات وأعضاء مكاتب جمعيات آباء وأمهات التلاميذ.
- دعوة جمعيات المجتمع المدني والفعاليات المستقلة لاعداد مذكرات وتقارير تشخص ملامح آفة الهدر المدرسي على مستوى كل جماعة ترابية، مع تقديم وصفة تحدد أنواع الأدوية المنصوح باستعمالها لوضع حد للداء ولمضاعفاته.
لأن الحق في المعلومة منصوص عليه دستوريا فإن المطلوب من المديرية الاقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي اصدار بلاغ مفصل حول نتائج قافلة التعبئة المجتمعية من الطفل إلى الطفل، ومن اليافع إلى اليافع .