محمد الدبعي : لابد من تأسيس هيئة للوقف العام للمساجد بالسويد

محمد الدبعي : لابد من تأسيس هيئة للوقف العام للمساجد بالسويد محمود الدبعي ومسجد السلام بمدينة غوتنبرغ
قال محمد الدبعي، رئيس منظمة السلام للإغاثة وحقوق الإنسان الدولية إنه ومع تزايد الخطاب المعادي للمساجد وللإسلام في السويد عن بناء المساجد  بات أصعب مما كان في السابق بسبب وجود لوبي عنصري يتربّص بالمسلمين الدوائر، حيث يجري تضخيم أخطاء بسيطة للمهاجرين المسلمين إعلاميا من أجل تبرير خطابهم العنصري في مواجهة المسلمين، وأضاف أن المساجد تعد أماكن لإصلاح الشباب المتهور والطائش وليست ماكنات تفريخ للإرهاب والتطرف كما يروج .
وأوضح أن المسلمين أمام تحدّ كبير خصوصا بعد وصول الحزب الشعبوي إلى مراكز اتخاذ القرار السياسي في الحكومة اليمينية السويدية، مشددا على أهمية بناء المساجد لتحل محل الأماكن المستأجرة،  ولا يشترط في بناء المساجد أن تكون قلاع باهظة الثمن – يقول الدبعي - بل مساجد تفي بحاجة المسلمين ويسهل بنائها، مقدما مثال وجود عدة أراضي تم شراؤها منذ عقود طويلة و لم يتم البناء عليها، لأن القائمين على هذه المشاريع طلبوا تصاميم مساجد ضخمة  تتجاوز كلفتها المائة مليون على أمل الحصول على مساعدات خارجية ، لكن الظروف السياسية تغيرت وتوقفت المساعدات الخارجية، وبقيت هذه المشاريع جامدة . 
 
وأشار الدبعي أن مديري المشاريع المتعثرة ليس لديهم العلم الكافي في معرفة القوانين السويدية، والقضايا المالية، والأوضاع السياسية التي تؤهلهم للقيام بهذا الأمر بشكل مطلوب، مضيفا بأن الواقع معقّد ويحتاج إلى متخصّصين وذوي الخبرة.
 
وقال إن مشكلة بناء و صيانة وإعمار المساجد لا تتعلّق بمنطقة دون أخرى ، ولا بجمعية دون أخرى، داعيا إلى إقامة هيئة استشارية وقفية لبناء المساجد  في السويد كي تعنى بهذه القضية وتتكفل بالتواصل مع السياسيين في البلديات والبرلمانيين والحكومة ومع السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي لإيصال فكرة بأن مشاريع المساجد هي لله ولجميع المسلمين المقيمين في السويد، وليست لفئة قومية أو عرقية و لا بدّ أن تتألّف هذه الهيئة الوقفية من ذوي الاختصاص في الشؤون المالية، والقانونية والسياسية و الدينية و الهندسية و حتى من أصحاب المهن و رجال الأعمال، متمنيا أن تقوم الاتحادات الإسلامية التي تستقبل اشتراكات الأعضاء عبر خدمة مصلحة الضرائب بتبني هذه الهيئة الوقفية للمساجد و تخصص لها نسبة من هذه الاقتطاعات الضريبية وبالمقابل تحث هذه الهيئة المسلمين للاشتراك بعضوية الجمعيات لاقتطاع نسبة لا تتجاوز (1%) من دخلهم السنوي لصالح بناء المساجد وتقوم هذه الهيئة بربط الجمعيات والمؤسسات الإسلامية مع بعض بعقد لقاءات لتبادل الخبرات، حتى لا تكرّر الأخطاء مرّة تلو الأخرى. عندها تحل المساجد الكبيرة محل المصليات المستأجرة. 
 
يذكر أن عدد المسلمين في السويد ازداد بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وتشير الاحصائيات أن 12% من المواطنين لهم أصول إسلامية، وهو ما يمكن لمسه من خلال الإقبال الكبير على المساجد خلال شهر رمضان أو لإقامة صلاة الجمعة  أو في الأعياد في السويد على عدة دفعات والاضطرار إلى استئجار قاعات رياضية أو الانتقال الى الحدائق العامة لإقامة الصلاة، حيث يشكل هذا الزخم ضغطًا كبيرًا على المساجد والمصليات؛ لكون عددها قليل مقارنة بعدد المسلمين في السويد.