إقليم تاونات من بين الأقاليم التي تتوفر على أحواض مائية احتل بها الإقليم المرتبة الأولي وطنيا بسدين كبيرين هما: سد إدريس الأول على وادي ايناون، وسد الوحدة على نهر ورغة ويعد أكبر سدود المغرب ويحتل مراتب متقدمة في القارة الإفريقية (المرتبة الرابعة او الخامسة)، وسدين متوسطي الحجم في بوهودة واسفالو.. لكن إقليم تاونات غير قادر على تحقيق اكتفاء غذائي ذاتي لعدة أسباب يمكن تلخيصها في العوامل التالية:
العامل الأول: إفراغ الإقليم من طاقاته البشرية التي فضلت الهجرة داخليا وخارجيا على الاستقرار في منطقة شبه معزولة ومفتقرة لكل الحاجيات.
العامل الثاني: تدمير بنية الإقليم الزراعية التي جعلت من المؤرخين يصفونه بجبل الزبيب لانتشار زراعة الكروم والزيتون والتين وفواكه أخرى بالإقليم والتي كانت تغطي حاجيات مدن مغربية بالكامل مثل اسواق فاس ووجدة ومكناس، بل وصلت حتى مدن الدار البيضاء ومراكش.
العامل الثالث: هو التحول الفلاحي الذي حل بالمنطقة بعد تعاطي اهلها لزراعة القنب الهندي وتحويله إلى مخدرات. صحيح أن فئة قليلة انتفعت به واستثمرت في شراء مقاهي بفاس والبيضاء ومكناس وبغيرها من المدن المغربيه الأخرى.. ودون ان تكون لهذه المشاريع اي اثر على المنطقة.
والعامل الرابع: وهو المتمثل في فقدان التربية لحيويتها من جراء زراعة الكيف مما جعل الإقليم ضعيفا من حيث انتاجه للفواكه بل تصبح مستوردا لها من مناطق اخرى
هذه العوامل نضيف اليها غياب سياسة واضحة لتحسين أوضاع الطرق والمسالك الطرقية بالإقليم التي توجد في وضعية كارثية ومنذ اكثر من عقدين من الزمن لدرجة أن أوضاع الطرق بالإقليم تعد الأكثر تضررا على الصعيد الوطني ..
أن النهوض بالزراعة باقليم تاونات رهينة بالدور الذي يمكن للساكنة القيام به من خلال تثمين موارد الإقليم ومنتوجاته الزراعية وأساسا الأشجار المثمرة وبما يمكن للسلطات العمومية فعله لأجل تحسين بنية الطرق او المسالك، أو على الأقل جعلها مشابهة لما يوجد في جوار الإقليم مثلا وزان شفشاون الحسيمة وتازة..
هذه هي مداخل التنمية التي يمكن أن تحصل عليها ساكنة الاقليم، ولأن تاونات منطقة تلية وجبلية في المنطقة الشمالية، فان باقي أطراف الإقليم وأساسا دائرتي القرية وتيسة تستطيعان تحقيق اكتفاء ذاتي في إنتاج الحبوب بالنظر الى وجودهما في مناطق شبه منبسطة صالحة لإنتاج الحبوب بكميات وفيرة..