جمعية "أحضان" تتواصل مع النسيج الجمعوي بوزان من أجل التأسيس لممارسة جمعوية فضلى

جمعية "أحضان" تتواصل مع النسيج الجمعوي بوزان من أجل التأسيس لممارسة جمعوية فضلى جانب من اللقاء
التميز... إضافة نوعية... المقاربة التشاركية... قوة اقتراحية.... المصداقية.... تفعيل الأدوار الدستورية ذات الصلة بجمعيات المجتمع المدني... شعارات جسدها مكتب جمعية أحضان لحماية الأطفال في وضعية صعبة بإقليم وزان في ممارسته منذ يوم الميلاد الذي تزامن مع تخليد المغاربة لعيد خروج بلادنا من معركة الجهاد الأصغر ودخولها معترك الجهاد الأكبر.
 
 
 أربعة أشهر من الميلاد القانوني لجمعية "أحضان"، وما حمله هذا الميلاد من ممارسة جمعوية واعية وواعدة، تنجح الجمعية في شد أنظار مختلف المتتبعين بدار الضمانة ينطبق على ممارستها ما جاء بالحديث النبوي الشريف "لا تجتمع أمتي على ضلالة".
ليلة الأربعاء 5 أبريل 2023، وفي إطار سلسلة اللقاءات التواصلية/ التشاورية التي أطلقها مكتب الجمعية تحضيرا لبناء المخطط الاستراتيجي للجمعية، وللاستفادة من التراكم الايجابي الذي راكمته جمعيات بالإقليم على امتداد مسيرتها الميدانية في الاشتغال مع الأطفال والنساء، حج لقاعة الندوات بمقر جماعة وزان، ممثلات وممثلي طيف من الجمعيات والفعاليات المدنية المسقلة التي تشتغل بعيدا عن الأضواء، لتشكل دراعا ناعما يحمي الممارسة الجمعوية النوعية التي يؤسس لها ثلة من الطاقات، تعاهدوا على رد الاعتبار لقيمة التطوع، ومبادئ الحكامة الجيدة، والرفع من منسوب تفعيل أدوار جمعيات المجتمع المدني التي حددها دستور المملكة في "تساهم الجمعيات المهتمة بقضايا الشأن العام، والمنظمات غير الحكومية، في إطار الديمقراطية التشاركية، في اعداد قرارات ومشاريع لدى المؤسسات المنتخبة والسلطات العمومية، وكذا في تفعيلها وتقييمها..." (الفصل 12).
 من بين الممارسات الفضلى التي ثمنها النسيج الجمعوي المشارك في اللقاء، إسناد رئاسة الجمعية للمرأة وهي الأستاذة نورة أوطالب، وهذه رسالة قوية لمن فاته التقاطها، وهي أن مقاربة النوع الاجتماعي حاضرة بقوة في ثقافة الفريق المؤسس للجمعية. وعلى نفس المنحى سار تنزيل الفصل 19 للدستور (المناصفة) في تشكيل مكتب الجمعية.
الرسالة الثالثة التي كشف عنها مكتب الجمعية في لقائه التواصلي/ التشاوري هو اعلانه الانتماء لقبيلة المقاربة الحقوقية (نهوضا وحماية) في التعاطي مع ملف فئة الأطفال في وضعية صعبة، والانتصار لمبدأ الترافع من أجل سن سياسة عمومية تشكل فيها الحقوق الأساسية  لهذه الفئة من الأطفال رقما أساسيا. وفي الحديث عن تدبير مركز حماية الأطفال في وضعية صعبة الذي تم انجازه بشراكة مع شريك اسباني لغاية وحيدة وواحدة هي إيواء الأطفال في وضعية صعبة بغض النظر عن أي اعتبار (أطفال المهاجرين نموذجا)، شدد مكتب الجمعية بأنه سيعمل جاهدا بتعاون مع مختلف الفاعلين الشرفاء لجعل مركز الإيواء مفعما بالحياة ، وأن التدبير المالي ستطبعه الشفافية المطلقة (آلية الفحص مستقلة سيعلن عنها بعد مرور سنة من عمر الجمعية).
رسالة أخرى التقطها الحضور وثمنها، وهي أن المولود المدني الجديد يجسد في تركيبته وممارسته بأنه مستقل، ولا يخدم أية أجندة، حزبية كانت أو إدارية، و أن الجمعية قوة اقتراحية ، يعمل عضواتها وأعضاء مكتبها جاهدين من أجل إعطاء نفس للأدوار التي منحها دستور 2011 لجمعيات المجتمع المدني، وتسوية تنزيل هذه الأدوار بوزان، يدا في يد مع كل الفعاليات النزيهة مؤسساتية كانت أم مدنية.
 
 
أشكال كثيرة من الممارسات الفضلى التزم مكتب الجمعية "بالفم الملآن" وبصوت مرتفع، جعلها من الثوابت التي ستبوصل عمله، وهي بالمناسبة ليست بأشكال غريبة على الحقل الجمعوي بدار الضامنة الذي عاش مرحلته الذهبية (من النصف الثاني لسبعينيات القرن الماضي إلى مطلع القرن الجاري) رغم اكراهاتها الثقيلة على الفعل في حينه، والحكي عنها اليوم. ولأن باقة من الاقتراحات الوجيهة أغنى بها الحضور دفتر التحملات الذي قدمه مكتب الجمعية، وعلى رأسها التفكير الجدي في مد طريق سيار بين الجمعيات التي تشتغل في حقلي الطفولة والمرأة في أفق ارساء آلية للتشبيك بغاية نبيلة وهي الترافع الموحد من أجل النهوض بحقوق نساء وأطفال إقليم وزان، وحمايتها، وجعلها ثابتا من ثوابت السياسة العمومية في برامج المؤسسات العمومية والجماعات الترابية.
مسافة الألف ميل تحددها الخطوة الأولى، أو كما تقول الحكمة الشعبية "عرس ليلة تدبيره سنة"، وكما قال الشاعر الطغرائي في قصيدته الشهيرة لامية العجم "أعلل النفس بالآمال، ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل" تتعدد الحكم، وتبقى جمعية أحضان لحماية الأطفال في وضعية صعبة البيئة الحاضنة للآمال العريضة من أجل التأسيس لفعل جمعوي هادف ومسؤول، وما ذلك بغريب على وزان التي كان لفعلها الأهلي الجاد صدى في أكثر من محفل على امتداد رقعة التراب الوطني.