يواصل نظام العسكر الجزائري بسط لسطته على حرية الرأي والتعبير، وكل ما يمس توجهه الديكتاتوري، إذ امتد هذه السيطرة التي كتمت الأنفاس، الحقل الثقافي، حيث أصدرت المحكمة الإدارية ببجاية، حكما قضائيا ابتدائيا يقضي بحل الجمعية الثقافية “أزداي أدلسان نوقاس”، أو المقهى الأدبي لأوقاس، وهذا بناء على دعوى عمومية حركتها مصالح ولاية بجاية.
وتوبعت الجمعية، التي تنشط في الحقل الثقافي والمعرفي منذ عام 1989، بتهم تتعلق بمزاعم قيام بعض “مسيريها بنشطات تبشرية للديانة المسيحية باسم الجمعية” وعن “علاقة البعض الأخر منهم بحركة الماك المنصفة في قائمة المنظمات الإرهابية بالجزائر”.
يذكر أن الجمعية الثقافية “أزداي أدلسان نوقاس” كانت قد كشفت في بيان نشر أكتوبر الماضي، عن وجود شكوى ضدها أمام القضاء بهدف “حلها”. وهذا بناء على “مراسلة من مندوب أمن ولاية بجاية”، مفادها أن أعضاء من الجمعية “قاموا بنسخ أقراص مضغوطة وكذا طبعوا ونشروا مطويات تبشيرية للديانة المسيحية على سكان بلديتي أوقاس وتيزي نبربر”، بولاية بجاية.
وهي التهم “التبشيرية” التي نفتها الجمعية في بيانها جملة وتفصيلاً، مؤكدة أنها “نظمت عدة ندوات ونقاشات ثقافية وأدبية، من تنشيط فنانين وشعراء وكتاب تسمح لهم السلطات بإنتاج مؤلفاتهم وبيعها”.
كما أكدت أن نشاطها “بعيداً عن كل التوجهات الدينية”. معتبرة أن الشكوى التي تستهدفها والتهم الموجهة لأعضائها “لا أساس لها وخالية من الحجة”، مضيفة أن “أبسط تحقيق سيثبت عدم صحة” الادعاء.
للإشارة فإن الجمعية الثقافية “أزداي أدلسان نوقاس”، تنشط منذ سنوات طويلة في الحقل الثقافي بولاية بجاية. وقد دأبت على تنظيم ندوات ثقافية وأدبية، بالمركز الثقافي لأوقاس، باستضافة رجال الأدب والمعرفة من كل التوجهات.