نفحات الحركة الوطنية بالشمال في تكريم الأستاذة فاطمة الشيخي!

نفحات الحركة الوطنية بالشمال في تكريم الأستاذة فاطمة الشيخي! جانب من رمضانيات تطوان وتكريم الأستاذة فاطمة الشيخي
في إطار رمضانيات تطوان، نظمت الجماعة الحضرية  اللقاء الأول  ،حول كتاب :"صفحات من تاريخ الحركة الوطنية في الشمال" للأستاذ محمد محمد الخطيب، وذلك بعد ظهر الجمعة 31 مارس 2023، بقاعة محمد أزطوط.
وقد تولى تقديم هذا الكتاب الأستاذان محمد زين العابدين الحسيني، نائب عميد كلية أصول الدين بتطوان، ومحمد بلال أشمل الأستاذ بنفس الكلية.
الأستاذ الحسيني بعد التنويه بهذا التوجه الذي أخذته الجماعة الحضرية ، لما فيه مصلحة المدينة والوطن، قام بالتعريف  بمحمد محمد الخطيب(1914-1993)،صاحب التأليف. فهو مفرد بصيغة الجمع: وطني وصحفي ودبلوماسي ومثقف ومربي. كان ضمن بعثة المنطقة الخليفية للدراسة بمدرسة النجاح بنابلس الفلسطينية. يُعتبر من مؤسسي حزب الإصلاح الوطني بتطوان. سُجن مرتين؛ في 1948 و1953. وكان ضمن قيادة حزب الاستقلال في اللجنة التنفيذية، وفي مجلس الرئاسة.
أما فيما يخص مخطوطة هذا الكتاب، فقد جمع موادها وصححها وأعدها للنشر ،الأستاذ الحسيني، وراجعها الأستاذ محمد العربي المساري، وصدر الكتاب بتطوان سنة 2021.
كما لم يفت الحسيني التذكير بدواعي كتابة هذا الكتاب في معمار أنماط الكتابة التاريخية للحركة الوطنية، واستعراض فصوله، بغاية فسح المجال لرغبة الاطلاع على محتوياته.
أما الأستاذ أشمل، فقد أراد أن يتقاسم مع الحضور طائفة من الأفكار والأنظار التي عنت له كقارىء ،فيما يتصل بقيمة الكتاب.حيث إن صاحب هذا الكتاب صنع فصول الحركة الوطنية بالشمال ،ومع ذلك اتسم تدوينه لهذا التاريخ بالنسبية مع مسحة النقد الذاتي، واستحضار الأمانة التاريخية.وقد توقف في بيان قيمة هذا الكتاب عند نقطتين: الأولى تتعلق بعلاقة الشيخ المكي الناصري بحزب الإصلاح الوطني، والثانية تتعلق بمسألة اندماج حزب الاصلاح في حزب الاستقلال.
هذا اللقاء الذي أداره نائب رئيس الجماعة الحضرية، أنس اليملاحي، الأستاذ بكلية الآداب بمرتيل، افتتح بالنشيد الوطني، وقراة الفاتحة ترحما على روحي الفقيدين بوبكر بنونة وعبد الواحد الراضي.
وحيث إن هذا اللقاء كان تكريما للأستاذة فاطمة الشيخي، فقد تم الابتداء بهذه اللفتة الإنسانية.إذ تولى مزوار الإدريسي ،الأستاذ بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، التعريف بها  والتنويه بثقافة الاعتراف في هذه المدينة.حيث ذكر بمسارها التربوي والإعلامي والإبداعي والجمعوي.ليتم تقديم تذكار للمحتفى بها عبارة عن بورتريه.وقد تفاعلت  مع التفاتة تكريمها ،بخاطرة شعرية تحت عنوان :"مخلوقة بلا عنوان يعشقها كل إنسان"،أرادتها أن تكون في طريق الآخرة، طريق الجنة!

 
 
كذلك، لم يفت المحتفى بها في تفاعلها مع مداخلة الأستاذ أشمل أن تردد،  "لقد ظلمنا  حزب الاستقلال"، في إشارة إلى ضمه لحزب الاصلاح الوطني. وأكيد أن صرخة الأستاذة الشيخي،وفي تقدم سنها،تحيل على تمثلات شيء من حتى،  من "هواجس" بداية الاستقلال،بعضها ما زال مسكوتا عنه إلى الآن. وهذا يستدعي لمة ثقافية أخرى  ، لمطارحة كتاب الأستاذ محمد بلال أشمل:"سؤال المشروع الثقافي  في تطاون العامرة.."،بغاية التجاوز الواعي من المدخل الثقافي،لبعض المطبات في تاريخ حاضرة الشمال، السياسية والعلمية.
هذه اللمة الثقافية تداعى لها مجموعة من الفعاليات،من رؤساء سابقين لبلدية/جماعة تطوان،ووجوه حزبية من   الاتحاد الاشتراكي والاستقلال والأحرار،،ومن عائلة الخطيب،ومن فعاليات جمعوية نسوية،ومن جمعية تطاون أسمير،ومن المجلس العلمي .هذا ،إلى جانب حضور رئيس مركز أبي الحسن الأشعري، وعميد كلية أصول الدين،ومندوب المقاومة، وأكاديميين في طليعتهم المؤرخ امحمد بنعبود،والفنان التهامي الحراق،وثلة من عموم المهتمين.
تبقى الإشارة إلى أن اللقاء الثاني  لرمضانيات تطوان سيكون يوم الجمعة 14 أبريل 2023 . وسينهض بتقديم كتاب الدكتور الطيب أجزول حول"تاريخ المجالس البلدية والقروية بشمال المغرب - مجالس مدينة تطوان نموذجا".إذ سيقدمه الأساتذة :حسناء داود، ومحمد العربي الزكاري ، وأنس اليملاحي، وذلك استحضارا لروح الفقيد الأستاذ عبد القادر الخراز.