اتهم الدكتور محسن بنيشو، الأخصائي في الأمراض العقلية والعصبية، وسائل الإعلام المغربية بإنتاج الرعب والإرهاب النفسي في دواخل المواطنين، لما تعرضه من صور ولقطات تخدش مشاعر المشاهد. محذرا في الوقت نفسه من الاستمرار في متابعة أخبار القنوات الفضائية التي لا تبث، بحسبه، إلا مشاهد الدماء والسفك والنحر. الأمر الذي يولد نوعا من القلق والتوتر لدى المتفرج، ويدخله في نوبة من اللاطمئنان الروحي وعدم الارتياح الذاتي. هذا، ولفت الدكتور بنيشو الذي كان يتحدث منتصف ليلة يوم الأحد 6 يوليوز 2014 من خلال برنامج "طريق السلامة" على أثير الإذاعة الوطنية، إلى ضلوع تهور السائقين كـأحد أهم أسباب وقوع حوادث السير، والتي تنجم غالبا عن عدم اكتفائهم بالقدر الطبيعي من النوم. لذلك ينصح الدكتور بمحاولة تلافي أي سلوك من شأنه أن يترتب عنه خصاص في هذه الحاجة البيولوجية. وفي السياق عينه، لم يفت الأخصائي في الأمراض العقلية والعصبية الإشارة إلى ما يتخلل شهر رمضان من اضطرابات لدى المغاربة في نمط حياتهم الليلية بالخصوص، جراء ميولهم إلى الأكل المبالغ فيه والسهر لساعات متأخرة. وبالتالي حرمان الجسد من حقه في تلك الراحة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعوض بنوم النهار مصداقا لقوله تعالى في سورة الفرقان "وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا، وجعل النهار نشورا..". هذه الآية التي يرى بنيشو عدم العمل بها من طرف معظم المواطنين على الرغم من أنها تضع بين أيديهم أوضح خارطة طريق نحو تحقيق التوازن الجسدي والنفسي الإنساني. وحتى ينعم المرء بليلة هادئة، يوصي الدكتور بنيشو جميع الأسر بعدم إثارة المواضيع الخلافية قبيل الخلود للنوم، على اعتبار أن ذلك يرهق حواس الجهاز العصبي ويحكم عليها بأن تظل رهينة ضغوضات دموية ووساوس مولدة لكوابيس مزعجة طيلة الليل. في حين أن الزمن المناسب لنقاش أي مشكل وتفادي التورط في تعقيده، يشدد محسن بنيشو، يبقى هو النهار لما يتميز به من خصوصيات منسجمة مع مبادئ الحوار ومساعِدة على احتواء نتائج تباين الآراء وما يمكن أن يترتب عن تضارب وجهات النظر، كما يتيح إمكانيات أوفر لإيجاد الحلول العقلانية.