فأنا من الجيل الذي يقدر عاليا أهرامات وطنية من العيار الثقيل، أمثال: أحمد فرس والهزاز وفخر الدين والظلمي والبوساتي وآخرين. وأحترم الأهرامات الدولية ذات القيمة المضافة إنسانيا من قبيل البرازيلي بيلي والأرجنيتي مارادونا، بالمقابل أمقت المشاهير الذين يهتمون فقط ب "الكونتور المالي" وبالعائد المادي الناتج عن "صنعة" أرجلهم أوما تدره عليهم عقود الإشهار، سواء كانوا مشاهير مغاربة أو أجانب.
برنامج زيارتي لمدينة بوينس أيريس لم يسعفني لزيارة قبر الفقيد مارادونا، لكنني سرقت سويعة للذهاب إلى ملعب نادي "بوكا جونيور" بالحي الشعبي الشهير la boca بالعاصمة الأرجنتينية، بحكم أن الفندق الذي أقيم فيه بمركز المدينة لا يبعد عن حي la boca سوى ببضع كيلومترات. زيارة النادي ترتبط بسبب بسيط يكمن في أن "الفتى الذهبي" لعب لفائدة نادي بوكا جونيور مطلع ثمانينيات القرن العشرين في بداية تألق مارادونا.
زيارة Boca لم تستهدف التعرف على الملعب أو تفقد مرافقه، بقدر ماكانت الزيارة محطة تستحضر الوفاء للاعب مارادونا الذي كنت أحترم مساره وأحترم توظيفه لثروته وإشعاعه للترافع على الفقراء والمهمشين، عكس لاعبين حققوا مجدا رياضيا عاد عليهم بالملايير ولم يساهموا بأي بصمة إنسانية داخل مجتمعهم.