وإنه لو كانت الحكومة تخرج من بين جدران مكاتبها وتستمع الى نبض الشارع وتتفاعل مع متطلباته لعلمت بأن أهل القرى والفلاحين لا يعتمدون على الساعة الجديدة كما يسمونها، بل يعتمدون ساعة غرينتس لأنها تتناسب والمنازل الفلاحية والزراعية وطقوسها التي تدلهم على أوقات الزرع والغرس والحصاد والتخزين وكذلك تحديد أوقات الصلاة. ولو أن هذه الحكومة كانت تستيقظ مبكرا لوجدت الأطفال يتجهون إلى المدارس في غسق الليل والمدن لا زالت شوارعها مضاءة بالكامل والمنازل، ولوجدت الطاقة تستهلك بقوة بالإدارات وبالشركات وبالمؤسسات التعليمية، طبعا ذلك في الصباح المبكرالذي تحوله الساعة الجديدة الى استهلاك مقلق للطاقة. إذن فإن الساعة المعتمدة من طرف الحكومة هي ساعة لها خلفيات سياسية في علاقة مع ضغوطات أجنبية معروفة والسياق الذي فرضت فيه غيرخاف على أحد. فعلى الحكومة أن تكون مع الشعب ومع مشاعره وأن لا تستمرفي تغليط الرأي العام الوطني والعالمي، لأنه كما يقول المثل الشعبي المغربي الزمان كشا.