المحقق الفرنسي آلان جوردان: هناك العديد من الكيانات وراء قضية "بيغاسوس" والتي تسعى إلى زعزعة استقرار المغرب

المحقق الفرنسي آلان جوردان: هناك العديد من الكيانات وراء قضية "بيغاسوس" والتي تسعى إلى زعزعة استقرار المغرب المحقق الفرنسي آلان جوردان
كشف المحقق الفرنسي آلان جوردان في حوار مع صحيفة Mondafrique أن الأرقام التي تتحدث عن التنصت 50.000 هاتف مملوكة لرؤساء دول ومعارضين سياسيين وصحفيين وكبار رجال الأعمال في إطار قضية "بيغاسوس"، ثم بعدها الحديث عن 1000هاتف فقط، مبالغ فيها للغاية، مشيرا بأن الأمر يتعلق فقط بحوالي ثلاثين هاتفًا مصابًا فقط، وتساءل جوردان عن كيفية تجميع القائمة المذكورة، ومن قام بذلك، مضيفا بأنه لم يتم لحدود اليوم إثبات التجسس على إيمانويل ماكرون بالخصوص.

وأشارت جوردان أن صحيفة "الواشنطن بوست" و"الغارديان" لاحظت أن اتحاد الصحفيين استشهد بأرقام الخطوط الأرضية، علما أن برنامج " بيغاسوس " يقوم على استهداف الهواتف المحمولة فقط، وأشار المحقق الفرنسي الى مغالطة أخرى مثيرة للسخرية وتتعلق باستهداف الهواتف الأمريكية، مؤكدا بأنه كان المستحيل فعل ذلك لكون الولايات المتحدة الأمريكية فرضت على شركة NSO Group الإسرائيلية برمجة " بيغاسوس " بطريقة تحول دون استهداف الأرقام الأمريكية .

وفي سؤال للصحيفة يتعلق بتكرار هذه المعطيات دون تمحيص أشار المحقق الفرنسي أن الأمر يعود الى ظروف اقتصادية تعاني منها وسائل الإعلام، حيث لم تعد تملك الوسائل لتمويل التحقيقات التي أصبحت عمليا مكلفة جدا، ولذلك فهي تفضل الموضوعات الجاهزة التي لم تقم بتغطيتها، نظرا لأن عامة الناس لا ينتبهون لذلك، ويعتبرون بأن الأمر يتعلق بمعطياتهم الخاصة، كما أن الصحف لم تعد تختار مواضيعها بدقة بالنظر لعجزها عن التحقق من المعلومات، مضيفا بأن الصحفيين يعدون أول ضحايا هذا الوضع .

وأوضح جوردان أن برنامج " بيغاسوس " ليس فريدا، فهناك عشرات البرامج التي تتميز بكفاءتها الكبيرة، وخاصة من خلال السرية التي تسمح بها لمستخدميها، متسائل عن سبب التركيز على " بيغاسوس " وعن ما إذا كانت المعطيات المروجة تهدف الى منع استحواذ شركة NSO للتسبب في انخفاض قيمتها، وأضاف قائلا : " لسوء الحظن الصحف لم تعد تحقق، بل إنها تؤمن إيمانا راسخا بشهامة المبلغين عن المخالفات "، وأشار المحقق الفرنسي أيضا الى أن العديد من الدول استخدمت خدمات الشركة الإسرائيلية، من أذربيجان والمكسيك والمجر والهند. 14 دولة من أصل 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي عملت مع NSO، فلماذا يتم استهداف المغرب بشكل أساسي، يتساءل المحقق الفرنسي، علما أنه حتى بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، فإن الأمر يتطلب عملاً هائلاً.

وأكد جوردان في نفس الحوار إنه إنه لا يدافع عن المغرب، كما أنه ليس معارضا للجزائر، بل يشير ببساطة إلى أن هناك العديد من الكيانات وراء هذه العملية برمتها والتي تسعى إلى زعزعة استقرار المغرب، من خلال تسميم علاقاتها مع فرنسا، من خلال التشكيك في مغربية الصحراء، محذرا من الدور الغامض لبعض المنظمات غير الحكومية التي اعتبرها " جنود حرب اقتصادية عالمية " .