من هم البؤساء الذين أصابهم وعيدك ذات ثلاثاء في اجتماع رسمي للجامعة. أم كلام الليل يمحوه النهار. لقد استطعت أن تستميل مجموعة من المغاربة ليقفوا معك فيما انت ذاهب إليه.
وقد صدقوا على خطابك ولهجتك ونبرتك ذات الحمولة الكبيرة من الجدية. لا نريد سماع تراجعك عن القرار وأنت الذي جعلتنا نثق في مؤسساتنا. ضدا على خطاب التخوين والصفقات السياسية.
نريد رؤية قرارات جريئة وخطوات حثيثة نحو هيبة القرار. بداية من الضروري توضيح أمرمهم لا أصطف مع من معه ومن ضده؟
لكن أعلم جيدا أن الرجل حقق كثير من الانجازات للكرة بالمقارنة مع سابقيه ونقل الكرة من موقع المشارك إلى مواقع الفعل والريادة وهنا أسجل نقطة مهمة أن الذين يستهدفون الرجل لحسابات ضيقة لا نتفق معهم لكون كل المعطيات التي يتبنونها في مرافعاتهم لا تصمد ما داموا لا يساهمون في بناء المؤسسات والحفاظ عليها بقدر ما يسعون لنهج سياسة الأرض المحروقة وهناك في المقابل الذين يبالغون في تمجيده لدرجة اعتبار كل تصرفاته كمسؤول بعد انجاز قطر تجعله فوق المحاسبة اختلف معهم جذريا. ليس مبررا ان نعطي لبعض الانجازات شيكا على بياض وليس من حق أحد ان يرخص بشكل مفتوح ومفضوح لأحد أن يتصرف خارج المؤسسات والقانون وهذه رسالة واضحة لبعض الغوغائيين الذين تسكرهم الفرحة فيغيب معها المنطق والقانون.
من يستمع لتصريح لقجع الوزير المكلف بالميزانية ورئيس الجامعة الخميس الماضي وهو يجيب على سؤال فضيحة التذاكر ومصير التحقيقات التي فتحت، يلاحظ عدة متغيرات ابتداء من لغة التصريح وانتهاء بالنتائج. وهو امر يدعو للانتباه والاستغراب كذلك. لم يحافظ رئيس الجامعة والوزير على نفس اللهجة التي توعد بها المتلاعبين، ولم يقدم أجوبة مقنعة...بدا مترددا من طريقة كلامه التي توحي بأنه يخفي حقائق صادمة أو ضغوطات كبيرة تبخرت معها وعوده وكذلك صرامته..
ماذا جرى يا ترى؟ هل تدخل على الخط من أفسد التحقيق وحرف القرار؟ نعلم جيدا أن كل فضيحة أوكل أمر حسمه اللجنة تحقيق إلا وضاع خيط متابعتها وطواها النسيان ونجا مسببوها من المحاسبة، هذه مسلمة لن يفندها الواقع .
لا ننسى أن عامل الوقت قد ساهم بشكل كبير في تخفيف من حدة الخطاب، وأعاد قراءة الواقعة بعيون متواطئة لها خلفية وشعار "اولادنا فوق المحاسبة ".
كثير هم من شككوا في لهجة رئيس الجامعة وأنه لن يذهب بعيدا في قراراته، وهانحن اليوم نعيش سلسلة من الحلقات الهتشكوكية التي تشبه فزورة رمضان.
التناقض الواضح في خطاب رئيس الجامعة الوزير تلميحاته لوقائع تبدو حقيقية من خلال التصريح بعقوبات جاهزة من قبيل انهاء المسار الرياضي للمتورطين البؤساء والتي لن يلوح بها هكذا جزافا مادامت هناك أدلة وإثباتات لا شك أنها عقوبة تقابل فعلا جرميا سيقول القضاء فيه كلمته. الإشكال الكبير الذي تعيشه مؤسساتنا في عملية ترتيب الجزاءات كونها تسقط في وضعيتين متناقضتين من حيث التنزيل: الأولى تقديم أكباش فداء أو ضحايا مفترضين وليسوا فاعلين رئيسيين.
الثانية أن البعض يستثنى من العقاب بدعوى أنه محمي من أطراف معينة وهي حقيقة لا ينكرها إلا مكابر مادام قد عاينا نموذجين صارخين في البرلمان لم يتم تقديمهم للعدالة أحدهم في الرئاسة والآخر في الأمانة، في مواقع حساسة يا حسرة ..!ما دمت في المغرب فلا تستغرب ..!