وقَّعت شخصيات عديدة من العالم الأمازيغي، بداية شهر مارس 2023، عبر "تمازغا" ومن الجالية القبائلية، وكذلك أصدقاؤهم، على عريضة إعلان للتعبير عن تضامنهم مع منطقة القبائل التي تعاني من استبداد الدولة الجزائرية.
ويطالب الموقعون على هذا الإعلان بتعبئة واسعة قادرة على إنهاء هذه السياسة القمعية التي تهدف إلى "إسكات الأمازيغ وإتمام استيعابهم القسري"، وللمساهمة لصالح منطقة القبايل، التي تتعرض أكثر من أي وقت مضى للمعاملة السيئة من قبل النظام الجزائري السلطوي والمعادي للأمازيغ.
الموقع الالكتروني القبائلي "Kabyle.com" ذكر أنه، منذ عدة عقود، كانت السلطة الجزائرية تطارد القبائل من أجل إخضاعها، ممارسة وسائل وطرق أكثر القمع وحشية، مستخدمة أسلحة الحرب ضد المدنيين في منطقة القبائل في عام 2001 ، مما أسفر عن مقتل 130 شخصًا وإصابة الآلاف، بما في ذلك عدة مئات من المعوقين مدى الحياة.
منذ صيف 2021، حسب نفس المصدر، يستخدم النظام العسكري الجزائري أسلوباً آخر أكثر مكراً، تمتثل في استخدام العقاب القضائي واعتقال مئات الأشخاص في قرى وبلدات منطقة القبايل، وتشغيل الآلية القضائية التي تم وضعها على مواطني منطقة القبائل بأحكام سجن شديدة.
لقد عانى هؤلاء المواطنون من الإذلال والتعسف وسوء المعاملة، بل إن بعضهم تعرض للتعذيب والاغتصاب، كما يقوم النظام الجزائري بمهاجمة كل أولئك الذين لديهم القبايل في القلب ويعملون من أجل مصالحها، وحتى الفنانون والمثقفون لم يسلموا إذ يعانون من تعسف هذا النظام، الوضع الذي جعل منطقة القبائل تواجه إرهاب الدولة الهادف إلى القضاء عليها.
وجاء في العريضة التنديدية والتضامنية مع الشعب القبائلي : "نحن الموقعون على هذا الإعلان، نشجب تعسف الدولة الجزائرية، فضلا عن قساوتها تجاه منطقة القبايل حيث ترتكب أبشع الظلم. نود أن نعرب عن تضامننا مع المناضلين الأمازيغ في منطقة القبايل وعائلاتهم ضحايا تعسف الدولة الجزائرية".
"ندعو القبايل لاستعادة عافيتها وأن يجد القبايل العدوانية التي ستسمح لهم بمحاربة نظام شمولي في خدمة الفكر العربي الإسلامي الذي برمج القضاء على الأمازيغية. تلعب منطقة القبائل دوراً هاماً في النضال والنضال من أجل الهوية. لقد كانت دائمًا مثالاً يحتذى به لكل الأمازيغ في جميع "تمازغا" الذين يحتاجون إلى استقلالها وكرامتها."
في منطقة القبايل، تنتهك أبسط حقوق الأمازيغ، والصمت العديم الصدى المحيط بالقمع المستمر في هذه المنطقة أمر مؤلم، الأمر الذي يؤكد أن المجتمع الدولي، ولا سيما فرنسا، متواطئ ومتواطئ مع النظام الجزائري، كما أظهرت منظمات حقوق الإنسان القليل من الاهتمام بحالة الحقوق وانتهاكات الحريات في هذا الجزء من العالم.
وهذا يتطلب تعبئة واسعة وتضافر الجهود لوضع حد لهذه السياسة القمعية التي تهدف إلى إسكات الأمازيغ وإكمال استيعابهم القسري.
وتختتم العريضة نداءها وتضامنها ب "للرد على الوضع الذي لا يطاق الذي تعيشه القبايل حاليًا، فإننا ندعم جميع مبادرات وتعبئة الأمازيغ عبر "تمازغا" بأكملها وفي الشتات من أجل وضع حد للتعسف الذي يتعرض له ، يوميا، على يد الدولة الجزائرية الناشطون الأمازيغ في منطقة القبايل، كما يجب إطلاق سراح مواطني القبايل الذين يقبعون بشكل تعسفي في سجون الدولة الجزائرية".
وتتضمن العريضة توقيعات شخصيات من مختلف بقاع العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، فرنسا، إسبانيا وجزر الكناري، المغرب ، تونس ، ليبيا، الجزائر...