تدهورت العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين فرنسا وبعض البلدان الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، وهكذا قطعت مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو وغينيا ورواندا العلاقات مع فرنسا تقريبًا، هذا الرفض الكامل والموقف العدائي يمتد إلى دول أخرى في القارة، أمر اعتبره لويس محمد سي، نائب عمدة مدينة Fontenay-souss -Boi الفرنسية وحميدو ساماكي، باريس نائب عمدة باريس في مقال نشراه في موقع mediapart الفرنسي أمر مقلق للغاية، كما تطرق الكاتبان الى حضور كل من الصين وروسيا وتركيا والهند والبرازيل في القارة الإفريقية والى تحررها السياسي من الوصاية الأوروبية.
ودعا المسؤولان الفرنسيان الدولة الفرنسية الى تغيير سياستها في إفريقيا التي ظلت رهينة إرثها الاستعماري والانتهاكات التي ارتكبتها بعد استقلال البلدان الإفريقية، ولا سيما في عهد ديغول وجاك فوكارت ، مستشاره للشؤون الإفريقية، والتي ظلت محفورة في ذاكرة الأفارقة، كما أشارا في نفس المقال الى أن الحكومات المتعاقبة لجورج بومبيدو ، وفاليري جيسكار ديستان ، وفرانسوا ميتران ، وجاك شيراك ، ونيكولاس ساركوزي ، وفرانسوا هولاند ، وإيمانويل ماكرون ليست مستثناة من اللوم.
كما تطرق المقال الى النهب المنتظم من قبل الشركات الفرنسية الكبيرة للبلدان المستعمرة سابقًا - بدلاً من سياسات التعاون واستخدام عملة الفرنك من قبل فرنسا كأداة لإخضاع الأفارقة مما أدى إلى إحداث فجوة متزايدة الاتساع بين الشعوب الأفريقية وحكامها، مؤكدا بأن العقيدة الجديدة للرئيس إيمانويل ماكرون بشأن خفض القوات العسكرية الفرنسية لن تكون كافية لاستعادة الثقة.
كما شدد على أهمية بناء مصالحات مع البلدان الإفريقية، مؤكدا بأن السياسة الخارجية لفرنسا ماكرون لا تتوافق مع القيم الجمهورية، فهناك تباين واضح بين السياسة المتبعة داخل الدولة وتلك المطبقة في بلدان الجنوب.
وجاء في المقال : " نحن ندق ناقوس الخطر للسلطة لتوعيتها بأن تصرفات فرنسا في إفريقيا لها عواقب وستكون لها عواقب على عملية اندماج المواطنين الفرنسيين من أصل أفريقي جنوب الصحراء. سيكون للتحركات السيئة ضد البلدان الأفريقية تأثير سلبي متزايد على التماسك الوطني. تحدث الرئيس جاك شيراك ، في عام 2015 ، عن استغلال إفريقيا: " لقد استنزفنا إفريقيا لمدة 4 قرون ونصف القرن" ولابد أن نعيد لأفريقيا ما أخذناه .
وفي الأخير دعا المسؤولان الفرنسيان الى إعادة النظر في سفرائها في القارة الإفريقية، وتعيين سفراء قادرين على تعزيز العلاقات الثنائية مع الحفاظ في نفس الوقت على المصالح الاقتصادية والثقافية والسياسية لفرنسا والبلدان الأفريقية على حد سواء، مشيرين إلى أن إفريقيا ليست بحاجة الى منصب " المعلم " بالنسبة لتلميذه، ما تحاجه إفريقيا هو شراكات مربحة للطرفين، والحفاظ على التعايش المشترك والتماسك الوطني يستحق – يضيف المقال - أن نعمل على تحسين العلاقات بين فرنسا والدول الأفريقية.