وذكرت نفس المصادر أن آليات عسكرية وقوات تابعة للحرس الرئاسي الموريتاني أغلقت، منذ البارحة، محيط القصر الرئاسي والشوارع المؤدية إليه وإلى السجن المدني في العاصمة نواكشوط، بعيد سماع إطلاق نار بالسجن المدني وعززت القوات الأمنية وجودها في محيط المباني الحكومية الرئيسة.
ويوجد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني خارج البلاد في زيارة رسمية إلى الإمارات العربية المتحدة.
وعممت وزارة الداخلية الموريتانية بيانا هذه مضامينه : "في حدود الساعة التاسعة من مساء اليوم 05 مارس 2023، تمكن أربعة إرهابيين من الفرار من السجن المركزي بانواكشوط بعد أن اعتدوا على العناصر المكلفة بالحراسة، مما أدى إلى تبادل لإطلاق النار استشهد خلاله اثنان من أفراد الحرس الوطني، فيما أصيب اثنان بجروح خفيفة. وقد أحكم الحرس الوطني سيطرته على السجن وبدأت على الفور إجراءات تعقب الفارين بغية القبض عليهم في أقرب الآجال"، ودعا البيان المواطنين للإبلاغ عن "أي معلومات يمكن أن تساعد في عملية القبض على الفارين".
وأفادت وكالة الأخبار المستقلة الموريتانية أن الحرس الرئاسي أطلق النار على سيارة قرب جسر مطار أم التونسي وتمكن من توقيف شخصين كانا على متنها.
وتم قطع خدمة الإنترنت عن الهواتف الخلوية صباح اليوم الاثنين تزامنا مع فرار الإرهابيين كإجراء أمني وعسكري.
وقالت مصادر عديدة إنه كانت بحوزة الإرهابيين مسدسات نارية، لم يعرف طريقة حصولهم عليها، واستخدموها في العملية، قبل أن يستحوذوا على سلاح رشاش كان بحوزة أحد عناصر الحرس عند بوابة السجن.
واستحوذ الارهابيون أيضا على سيارة أحد المدنيين قرب بوابة السجن. وتم العثور على السيارة التي فر على متنها السجناء في مقاطعة دار النعيم، وكانت قد تعرضت لحادثة وتعطلت إحدى عجلاتها، وجرى نشر وحدات أمنية مكثفة في المنطقة.
في حين نقلت وكالة أنباء "صحراء ميديا" عن مصادر مطلعة بشؤون السجون أن الحراس الذين يباشرون العمل داخل السجن غير مسلحين، وأن فرضية انتزاع السجناء للسلاح منهم غير قائمة. ورجحت هذه المصادر أن يكون السلاح قد تم إدخاله إلى السجن.
وأفادت وكالات أخرى انتشار وحدات من الجيش والحرس الرئاسي والدرك والحرس الوطني والشرطة في نقاط حساسة ومواقع مختلفة من العاصمة لتأمينها، في حين جاري على قدم وساق البحث وتعقب عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، المصنفة على أنها "خطيرة جدا"، قبل وصولهم إلى التراب الجزائري أو المالي، والقبض عليهم لإعادتهم إلى السجن.
وتجدر الإشارة أنه سبق للإرهابي الموريتاني السالك ولد الشيخ الذي فر من السجن المركزي بنواكشوط ليلة البارحة، الفرار يوم 31 دجنبر 2015 من السجن، وبعد 19 يوم تم القبض عليه رفقة شخص آخر في غينيا كوناكري حيث كانا في طريقهما إلى الالتحاق بالجماعات الإرهابية في الشمال المالي أو الجزائر حسب الأمن الغيني. وتم تسليمه إلى موريتانيا.
وتشترك موريتانيا في حدود تمتد لمسافة طويلة مع مالي والجزائر، حيث تنشط الجماعات الإرهابية المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وفق وثيقة صادرة من إدارة السجون فقد تمكن من الفرار الشيخ السالك المدان بالخيانة العظمى وحمل السلاح، وحكم عليه بالإعدام بعد مشاركته في عملية نواكشوط الإرهابية عام 2011، وسبق له أن فر من السجن بداية 2016، وتمكن من مغادرة البلاد، حيث أوقف في غينيا وأعيد إلى السجن في نواكشوط.
وأشبية محمد الرسول، وهو مدان بحمل السلاح ضد موريتانيا وارتكاب اعتداءات بغرض القتل، وحكم عليه بالإعدام، وشارك في الهجوم على قاعدة لمغيطي قرب الحدود الجزائرية عام 2005.
ومحمد محمود محمد يسلم وهو مدان بالانتساب إلى تجمع يرتكب جرائم إرهابية، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات، ومسجون منذ 2020.
وأبوبكر الصديق عبدالكريم، وهو مدان بمحاولة إنشاء تجمع بهدف ارتكاب جرائم إرهابية، وتلقي تدريبات في الخارج، وحكم عليه بالسجن 7 سنوات، ومسجون منذ 2021.