وفي لاريسا، المدينة الأقرب إلى مكان وقوع الحادث، أدلى مدير محطة القطار فاسيليس ساماراس (59 عاما ) بإفادته أمام القضاء، إذ يشتبه بارتكابه خطأ فادحا أدى إلى وقوع الحادث. وستحدد المحكمة ما إذا كان سيتهم بـ"القتل غير العمد جراء الإهمال".
واعترف الرجل الذي كشفت وزارة النقل عن هويته، بمسؤوليته عن حادث الاصطدام بين قطارين سارا لكيلومترات عديدة في اتجاهين معاكسين على السكة نفسها الرابطة بين أثينا وتيسالونيكي، أكبر مدينتين يونانيتين، قبل أن يصطدما ببعضهما البعض.
وأثناء مثول مدير المحطة أمام قاضي التحقيق تظاهر حوالى 12 ألف شخصا في ساحة سينتاغما الكبيرة أمام البرلمان في العاصمة اليونانية حاملين لافتات كتب عليها "فلتسقط الحكومات القاتلة!"، و"لم يكن خطأ بشريا !".
وألقى متظاهرون الأحد زجاجات مولوتوف فيما ردت الشرطة بإلقاء قنابل غاز مسيل للدموع وقنابل صوتية في وسط العاصمة اليونانية. كما أطلق المتظاهرون مئات البالونات باللون الأسود تكريما لضحايا الكارثة. ووزع محتجون منشورات ت ظهر وجه رئيس الوزراء المحافظ كيرياكوس ميتسوتاكيس، وكتب عليها باللون الأحمر "وزير الجريمة المطلوب".
وقال نيكوس تسيكالاكيس، وهو رئيس نقابة في مجال السكك الحديد "قصفونا بقنابل الغاز المسيل للدموع، وعانى أشخاص كبار في السن من صعوبات في التنفس. هل تعتقدون أن تكريم موتانا يتم بهذه الطريقة؟". وأضاف "لا شيء يسير على ما يرام في هذا البلد، المستشفيات بحالة سيئة، والمدارس تغلق، والغابات تحترق... على من يضحكون؟".
وطلب رئيس الوزراء اليوناني الصفح من أسر الضحايا في خطاب رسمي صباح الأحد، قبل أن يحضر قداسا في الكاتدرائية الأرثوذكسية في أثينا. وكتب في رسالة موجهة إلى اليونانيين ونشرها على حسابه على فيسبوك "كرئيس للوزراء، أنا مدين للجميع، ولا سيما لأقارب الضحايا، (بطلب) الصفح". وأضاف "في اليونان عام 2023، لا يمكن لقطارين أن يسيرا في اتجاهين معاكسين على نفس الخط دون أن يلاحظهما أحد". وأكد ميتسوتاكيس أنه "لا يمكننا ولا نريد ولا يجب أن نختبئ وراء الخطأ البشري" المنسوب إلى مدير المحطة.
ولكن اعتذار رئيس الوزراء لم يهدئ من غضب المتظاهرين. واعتبرت ماريانا كرونوبولو وهي معلمة في مدرسة ابتدائية شاركت في التظاهرة في أثينا أن طلب الصفح هذا "نفاق". وأضافت "كان يعلم أن شبكة السكك الحديد في حالة مزرية، ولم يفعل شيئا".