منظمة إسبانية تكشف عدد "الحراكة الجزائريين" الذي فروا من جحيم دولة العصابة نحو اسبانيا

منظمة إسبانية تكشف عدد "الحراكة الجزائريين" الذي فروا من جحيم  دولة العصابة نحو اسبانيا حراكة جزائريين ( أرشيف)

كشفت منظمة “المركز الدولي لتحديد هوية المهاجرين المفقودين” الإسبانية الغير حكومية عدد الجزائريين الذين “اختفوا أو لقوا حتفهم” غرقا في مياه البحر الأبيض المتوسط سعيا للوصل للضفة الأخرى من المتوسط “بحثا عن حياة أفضل”، منذ مطلع هذا العام 2023.

وذكر الناشط فرانسيسكو خوسيه مارتن، من ذات المنظمة، في منشور على صفحته على الفايسبوك، أنه “خلال شهر يناير 2023 بلغ عدد الجزائريين الذين لقوا حتفهم او اختفوا خلال رحلة السعي للوصل إلى اسبانيا بحثا عن حياة أفضل قد بلغ 15 شخصاً”.

فيما تراجع العدد إلى “شخصين فقط” خلال هذا الشهر الفارط فبراير الماضي، حسب ما وثق نفس المصدر.

ومن المرجح ان يكون لتراجع عدد الجزائريين الذين لقوا حتفهم أو اختفوا في مياه البحر الأبيض المتوسط في الطريق الرابط بين السواحل الجزائرية والإسبانية إلى انخفاض عدد محاولات الهجرة الغير النظامية بسبب سوء الأحوال الجوية التي شهدها شهر فبراير الماضي.

وهذا في الوقت الذي ذكر بيان لوزارة الدفاع الوطني، مؤرخ في الفاتح من هذا الشهر مارس، ان حرس السواحل قد “أحبطت محاولات هجرة غير شرعية، خلال الفترة من 22 إلى 28 فبراير 2023، حيث تم انقاذ 112 شخصا كانوا على متن قوارب تقليدية الصنع”.

مئات المهاجرين ماتوا أو فُقِدوا بالبحر المتوسط بين الجزائر وإسبانيا العام الماضي

أعلنت منظمة “كاميناندو فرونتيراس” الإسبانية غير الحكومية، في تقرير لها أن 464 مهاجرا على الأقل، قد توفوا أو فقدوا خلال العام الماضي أثناء محاولتهم العبور إلى إسبانيا، عبر طريق الهجرة البحري الذي يبدأ من الجزائر.

أكدت منظمة “كاميناندو فرونتيراس” الإسبانية أن 464 شخصا على الأقل قد ماتوا أو فقدوا خلال العام الماضي أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا عبر طريق الهجرة البحرية الذي يبدأ في الجزائر، واعتبرت المنظمة أن الطريق الجزائري الذي يمر عبر غرب البحر المتوسط يشكل “جدار اللامبالاة”.

المنظمة الإسبانية غير الحكومية، المتخصصة في التدخل وتحليل الهجرة في غرب البحر المتوسط، تعرف عن نفسها في تقريرها الذي يمكن العثور عليه على شبكة الإنترنت، بأنها “جماعة تدافع عن حقوق الناس والمهاجرين”، وتقول “لقد تأسسنا في العام 2022 نتيجة تآزر مختلف المدافعين عن حقوق الإنسان، الموجودين في مناطق مختلفة من الحدود الأوروبية الأفريقية”.

ثاني طُرُق الموت بعد جزر الكناري

وبحسب التقرير، فإن “طريق الهجرة الجزائري هو الأقل شهرة على طول الحدود الأوروبية الأفريقية الغربية، وعلى الرغم من محدودية الإلمام بهذا الطريق الذي يربط الساحل الشمالي للجزائر بالأندلس الشرقية ومورسيا وساحل ليفانت وجزرالبليار، إلا أنه يشكل ثاني أكثر الطرق فتكا بعد طريق جزر الكناري على مدى السنوات الخمس الماضية”.

وأضاف التقرير، “لقد سجلنا 1583 ضحية بين عامي 2018 و2022 (على هذا الطريق). وفي عام 2022 وحده توفي ما لا يقل عن 464 شخصا في 43 حادث غرق سفن فيما يسمى بجدار الماء، وهو جدار غير مرئي”.

وأوضحت كاميناندو فرونتيراس، أن “الوثيقة هي نتيجة، بحث حول الطريق الجزائري جرى تطويره، من قبل مجموعتنا كجزء من مرصد حقوق الإنسان، وساهم المهاجرون والشبكات الأسرية وقادة المجتمع والمنظمات المدنية وممثلون عن الإدارة العامة في التقرير”.

زيادة انتهاكات حقوق الإنسان

وأشارت الوثيقة، التي تتكون من 4 فصول، إلى أنه “كان لشرط الاختفاء هذا تأثير على زيادة انتهاكات حقوق الإنسان في هذه المنطقة الحدودية، حيث يعمل نظام المراقبة العالمي للحدود كما هو الحال في العديد من المجالات الأخرى، لكنه يحظى بقدر أقل من الاهتمام والمراقبة من قبل الجمهور”.

وطرحت كاميناندو فرونتيراس، استفسارات للتعرف على الجوانب المحددة لهذا الطريق: من هم أولئك الذين يسافرون على هذا الطريق إلى أوروبا، وما هي العقبات التي يواجهونها؟

وقالت المنظمة غير الحكومية، إن “هذه الوظيفة لا تعالج فقط تدفقات الهجرة التي تحدث في وقت واحد من الجنوب إلى الشمال، وتشمل أيضا الذاكرة التاريخية للمناطق، بدءا من وصول “المور، (les Maures)، المغاربة (سكان مناطق شمال أفريقيا)، إلى الحدود الجنوبية للبحر المتوسط، والذين طردوا من شبه الجزيرة الإسبانية في القرن السابع عشر، وحتى نَفْي آلاف الأشخاص خلال الحرب الأهلية الإسبانية”.

وختمت بالقول إن ” عملنا الميداني اليوم، يتيح لنا إعادة بناء تاريخ الاتحاد بين الشعوب، الذي يضع حقوق الإنسان في صميمه وجوهره”.