أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات واسعة بسبب تصرفاته أثناء الندوة الصحفية التي جمعته برئيس جمهورية الكونغو الذي يعد من بين أصدقاء المملكة المغربية بالقارة الإفريقية؛ حيث حاول التقليل من مكانة وأهمية دولة عبر القول إنها لم تبرز إلى الوجود إلا مع نهاية التسعينيات من القرن الماضي؛ وأن لفرنسا الفضل في وجود دولة الكونغو تبعا لنفس المنطق الاستعماري الذي ينهجه ماكرون في التعامل مع عدد من البلدان الإفريقية؛ وهو الأمر الذي لم يتقبله رئيس الكونغو الذي تدخل لمقاطعته وإيقاف تجاوزاته وإخلاله بالاحترام الواحب لدولة ذات سيادة.
ويعد ما حصل اليوم امتداد لما حصل من تدهور كبير للعلاقات الفرنسية الإفريقية خلال السنوات الأخيرة بسبب غطرسة إيمانويل ماكرون وافتقاده للياقة الدبلوماسية وبسبب تغليب منطق المصلحة الخاصة لفرنسا على حساب مصالح البلدان الإفريقية؛ وتماديه في استفزاز مشاعر شعوبها بخطابه المتعجرف البعيد عن قواعد الدبلوماسية؛ علما أن هذه البلدان ربطتها اتفاقية اقتصادية وعسكرية قوية مع فرنسا إلى عهد قريب، قبل أن تتدهور بسبب رفض البلدان الإفريقية لأسلوب الوصاية الفرنسية.