ترددت طويلا قبل أن أجعل لـ "زائدي الناقص" هذا العنوان الذي قد يثير اللواعج في قلوب من سيحسب نفسه المعني المباشر ضمن كتيبة "الزعانف" التي تمرح في المياه الضحلة، فاغرة أفواهها لِما تلفظه "قنوات" مياه الصرف الصحي من فضالات، بها تقتات ومنها تتناسل، لا يعنيها من أمرها غير حشو البطون بـ "الِّلي عطى الله"، وإرضاء نزوات زوائدها الدودية، حتى يأذن الله بفرَج من عنده سبحانه.
وتلك لعمري نتيجة طبيعية لكل انحراف في ممارسة سياسية انتهازية تنحاز إلى ما يخطَّط له بحبكة فائقة الدقة من طرف "الأولائك" الذين بيدهم مصير البلاد، فتختلط الألوان والشعارات، ويتم عقد قران عهري بين يمين ويسار، وبين يسار ويمين، بمباركة من جوقة دعاة السلف الصالح، بقيادة ماكرة أسندوها لزعيمهم المفوَّه الذي أفسد أحوال البلاد والعباد حين انفتحت له أبواب النعيم المؤقت الزائل له ولبطانة رهطه.
إن المتأمل في هذا التسيب الحاصل في مدينتنا "المحروسة" لدى هذه الكتيبة الاسترزاقية في مجال الثقافة والصحافة، لا يملك إلا أن يضع حِنكه على كفه، ويرثي لحال هذا الزمن "الأعوج" الذي جعل من كل عاجز عن تركيب جملة شبه مفيدة كاتبا، ومن كل متلكيء في قراءة نص بحروف ملونة بارزة مضبوطة الحركات في مطالعة المرحوم بوكماخ فعاليةً "ثقافية"، بدعم انتهازي من طرف المرابطين في خندق التمييع والفساد، ملوثين الرصيد الوطني والمتوسطي والكوني الذي يحدد الهوية الحضارية لطنجة "المحروسة"، قبل أن يتكالب عليها الوافدون من دواوير الصبار والحلفاء، الأمر الذي يجعلني في نهاية المطاف أسترجع عنوان واحدة من الروايات العالمية لكاتبها الجنوب أفريقي Alain Pâton "ابكِ يا بلدي الحبيب" Cry,Belloved Country.
وقد يلتمس الذي رحمه ربه الأعذار لكل مرتزق مسخر سليط، يهتك الأعراض، ويرمي غيره بأسوأ النعوت التي هي متجذرة في لسانه الأكثر نتانة من لسان أسفله، ما دام حاله لا يستقر على حال، حتى يأذن الله بالشفاء وحسن المآل، وهو ما نتمناه ونحن في هذه الأيام الفضيلة المباركة على مشارف شهر الصيام، اللهم آمين، يا رب العالمين.