يقولون في السفر سبع فوائد، وأقول إنه بالنسبة للصحافي هو ثمان أو تسع فوائد...الصحافي وهو مسافر لا يغمض عينيه إلا وهو نائم. فضوله المعرفي والمعلوماتي والخبري يحفزه على الاكتشاف والسؤال والحوار والتواصل.
عيناه ترصدان كل شيء يمكن أن يفيد القارئ والمتتبع.
في هذا السياق، تنشر جريدة "أنفاس بريس"، حلقات يومية عن مظاهر الحياة بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي يوميات للزميل محمد شروق من مدينة ميامي ومدن أخرى، (ولاية فلوريدا)، عاصمة الترفيه والشواطئ الجميلة والشمس والخضرة والنخل والأشجار، والشواطئ القريبة من كوبا ومن دول أمريكا اللاتينية.
الحلقة التاسعة:
وأنا في الولايات المتحدة أشعر وأشاهد بالملموس أنني في بلاد رائدة في مجال البحث العلمي والابتكار التكنولوجي، بلد حصل فيه 353 أمريكي على جائزة نوبل من مختلف المجالات، و317 جائزة في المجالات العلميّة والطبيّة.
أمريكا هي أيضا المركز الأول في قائمة الدول في مؤشر الحياة الرقمية باستخدام التكنولوجيا في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
هنا، يكفي أن تتوفر على بطاقة بنكية برصيد وتتسوق من الأسواق الكبرى وتؤدي الفاتورة دون أن تتكلم مع أحد، وأن تزود سيارتك بالبنزين في المحطة التي لا يوجد بها أي عامل.
حتى ركن السيارة في الباركينات، فهي بدون حراس. فقط فتح الأبواب والأداء بالبطاقة..في أحد التركيبات بمدينة أطلانطا إعلان أنه ممنوع الأداء نقدا.
أما عن الخدمات الإدارية فهي بكامل السهولة، فعلى سبيل المثال يستطيع الوالدان اللذان رزقا بمولود للتو استخراج شهادة ميلاد والتقدم للحصول على استحقاقات الطفل والتسجيل للخيول على إجازة الرعاية والوصول إلى الخدمات الأخرى ذات الصلة من خلال إجراء وحيد وبسيط بدلا من التواصل مع جهات متعددة.
حتى بعض أفراد الجالية الذين التقيتهم هنا بولاية فلوريدا، يتوصلون بجميع وثائقهم الإدارية بسهولة عن طريق الإنترنيت دون معرفة حتى مقر القنصلية.
الحديث عن الكاميرات هو حديث قديم. فكل الأماكن مجهزة بالكاميرات.
في العمارة التي حللت بها ضيفا يوم أمس الأحد 18 فبراير، زودني مستضيفي برقم فتح باب العمارة التي تتوفر على مرآب لكل طابق علما أنها تتوفر على 7 طوابق. كل مكان برقم السيارة وفي كل طابق هنا ثلاثة أماكن فقط لركن سيارة الضيوف بالمجان.
دخول الطابق من المرآب لا يمكن إلا إذا فتح لك المستضيف الباب برقم سري خاص.
الرقمنة بأمريكا ضرورة لأن اليد العاملة غالية (الحد الأدنى للأجور يتعدى 10 دولارات للساعة)، إضافة إلى إشارة مهمة وهي أنها غير موجودة، لدرجة تملكني الاستغراب الشديد عندما سمعت من صديقي المقيم هنا منذ سنوات أنه تلقى عمولة عندما مكن الشركة التي
يشتغل بها من عامل متخصص في سياقة الشاحنات. بل إنه توصل بعمولة ثانية بعد أن تجاوز العامل الجديد 500 ساعة من العمل.
رخصة السياقة بـ 20 دولارا
منذ عشرة أيام وأنا بأمريكا وزرت عددا من المدن..حركة السير لا تتوقف ليلا ولا نهارا إشارات السير لجميع الاتجاهات كثيرة وواضحة والجميع ملتزم باحترام السرعة، لأن الغرامة ثقيلة قد تصل إلى 200 و300 دولار وأكثر..
هنا تأكدت من فكرة أومن بها كثيرا وهي أن التطبيق الصارم للقوانين هو الكفيل بتغيير السلوكيات.
هنا بأمريكا، الأسواق الكبرى والمتوسطة منتشرة ومنها من يعمل 24 ساعة بدون انقطاع.لا يمكن هنا العيش بدون سيارة، فليس هناك حانوت الدرب أو سويقة الحي..
لكن شراء سيارة هو أسهل شيء هنا في أمريكا..يكفي أن تكون عاملا أو موظفا ولك أجر بسيط لتستفيد من قرض بنكي للحصول على سيارة مع تسهيلات في الأداء..
لهذا ليس غريبا أن تعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية توجد في المركز الأول على قائمة الدول التي تحتوي على أكبر عدد من السيارات في العالم، برصيد 263 مليون و765 ألف سيارة، وبمعدل 811 سيارة لكل ألف شخص.
أما الحصول على رخصة السياقة، فإن ساعة واحدة من التعلم تتطلب 60 دولارا، لذا قيل لي إن أغلب المغاربة يعلمون بعضهم البعض السياقة وعندما يتأكد الشخص أنه قادر على اجتياز الامتحان يطلب موعدا، مع أداء 20 دولارا فقط مقابل نيل الرخصة.
إشارة لابد منها وهي أن السياح المغاربة القادمين إلى أمريكا يمكنهم السياقة هنا بشرط الحصول على رخصة دولية بالمغرب.
يتبع..