رسالة فلوريدا: بين أكبر جوطية وأغلى مول في أمريكا(مع فيديو)

رسالة فلوريدا: بين أكبر جوطية وأغلى مول في أمريكا(مع فيديو) أغلب البائعين من السود أو من الدول المجاورة كالمكسيك وكوبا والبيرو
يقولون في السفر سبع فوائد، وأقول إنه بالنسبة للصحافي هو ثمان أو تسع فوائد.
الصحافي وهو مسافر لا يغمض عينيه إلا وهو نائم. فضوله المعرفي والمعلوماتي والخبري يحفزه على الاكتشاف والسؤال والحوار والتواصل. 
عيناه ترصدان كل شيء يمكن أن يفيد القارى والمتتبع.
في هذا السياق، تنشر جريدة "
أنفاس بريس"، حلقات يومية عن مظاهر الحياة بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي يوميات للزميل محمد شروق من مدينة ميامي ونواحيها، ميامي( ولاية فلوريدا)، عاصمة الترفيه والشواطىء الجميلة والشمس والخضرة والنخل والأشجار، والشواطىء القريبة من كوبا ومن دول أمريكا اللاتينية.
الحلقة الثانية: 
بمنطقة سان رايس البعيدة عن مدينة ميامي بحوالي 30 كلم، يوجد سوق - جوطية بالمعنى المعروف لدى المغاربة. جوطية تعتبر الأكبر في ولاية فلوريدا. موقف السيارات يتسع ل 40 سيارة مقسم إلى قسمين: الأول محاذي للسوق ويؤدى عنه 3 دولارات (حوالي 35 درهم)، والثاني بالمجان،  على بعد أمتار في الجانب الآخر من الطريق..على السابق فقط أن يجد مكانا لركن سيارته ويعود إلى الجوطية عبر قنطرة معدة لذلك.
عندما لمحت السوق من فوق القنطرةء، كنت أرى تقريبا نفس المشاهد التي نعاينها في أسواقنا الأسبوعية..حد اللويزية وخميس مديونة وثلاثاء ولاد حمدان وحد سويسرا وخميس الزمامرة..
في جوطية سواب شوب  swap shop،  خضر وفواكه وملابس رياضية وغيرها وأثاث البيت ولوحات فنية وآلات موسيقيةوأحذية للرجال والنساء وأكسسوارات الكمبيوتر والهاتف ومعرض للسيارات..
لكن لن تجد هنا بائعي المأكولات أو اللحوم، فهذا ممنوع منعا كليا..
أغلب البائعين من السود أو من الدول المجاورة كالمكسيك وكوبا والبيرو..كان أحد البائعين يعتلي صندوقا ويصيح لجذب الزبناء،  مذكرا إياي بما يقع عادة في الأسواق المغربية..
هنا أشياء تباع بثمن لايتعدى دولارا واحد(11 درهما)..
الجميل أن بالجوطية ثمان شاشات كبرى لعرض أفلام سينمائية في مساء كل يوم على الهواء الطلق، وطبعا بالمجان..
بعد جولة داخل الجوطية لأزيد من ساعتين، إنتقلنا إلى مول macy's، وهو من أغلى الأسواق الكبرى..إنتقال يقدم صورة مصغرة عن السوق الأمريكي الذي يتعامل مع مختلف الطبقات الاجتماعية مثل باقي أغلب دول العالم، طبعا مع اختلاف الجودة..
تركنا مثلا قميصا بالجوطية ب دولارين أو أربعة لنجده بالمول ب 80 دولارا..جميع المواد في المول باهضة الثمن..بذلة للرجال تساوي حوالي 7 آلاف...
حقيبة يد للنساء تساوي تساوي 6 آلاف درهم..قميص للرجال ب1500 درهم..
لكن الملاحظ هو أنني لم أر زائرا للمول وقد اقتنى شيئا..قال لي صديقي المرافق: الأزمة واضحة، فآثار كوفيد النفسية مازالت قائمة، والناس هنا أصبحوا يفكرون في الادخار أكثر من الاستهلاك..
خرجنا من المول..مررنا على قاعة سينما، فأثارتني لوحة مكتوب عليها أن من يتبرع بالدم ينال تذكرتين للدخول للسينما.
على بعد أمتار، محل تجاري لبيع الملابس. هو فرع لشركة كبرى اسمها good well..ما يتميز المحل مثل باقي الفروع هو أنه يتلقى الملابس من المواطنين الأحذية المستعملة أو الجديدة، وذلك بالمجان ثم يعيد بيعها بأسعار منخفضة لفائدة جمعيات المجتمع المدني.
الجميل هو أن العاملين بفروع الشركة من ذوي الاحتياجات الخاصة تم تكوينهم على البيع، وأن العائدات المالية المقدرة بالملايير تستفيد منها مراكز العلاج وتؤدى منها أجور العاملين..
مابين منطقتي دايفي وسان رايس، حوالي 40 كلم، لم أشاهد ولا بقالا ولا صيدلية ولا مقهى..طلب مايلزم للبيت من مواد وأدوية يتم على الإنترنيت والأداء بالبطاقة البنكية..