الحلقة الأولى:
يقولون في السفر سبع فوائد، وأقول إنه بالنسبة للصحافي هو ثمان أو تسع فوائد.
الصحافي وهو مسافر لا يغمض عينيه إلا وهو نائم. فضوله المعرفي والمعلوماتي والخبري يحفزه على الاكتشاف والسؤال والحوار والتواصل.
عيناه ترصدان كل شيء يمكن أن يفيد القارى والمتتبع.
في هذا السياق، ستنشر جريدة "أنفاس بريس"، حلقات يومية عن مظاهر الحياة بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي يوميات للزميل محمد شروق من مدينة ميامي ونواحيها، ميامي( ولاية فلوريدا)، عاصمة الترفيه والشواطىء الجميلة والشمس والخضرة والنخل والأشجار، والشواطىء القريبة من كوبا ومن دول أمريكا اللاتينية.
بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، أقلعت الطائرة في اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية على الساعة الرابعة عصر لتحط بمطار ميامي على الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي، علما أن الطائرة قطعت حوالي 7 آلاف كلم في تسع ساعات..
النزول من الطائرة والخروج من المطار بميامي، لم يتطلب إلا دقائق معدودة..بل لم يتم حتى السؤال أو فتح الحقيبتين..كانت 10 دولارات كافية لحملهما إلى خارج المطار..
مطار ميامي يؤمن ألف رحلة يومية، وفي سنة 2022 مر منه 62 مليون مسافر.
في الطريق مع الصديقين المغربيين اللذين يقطنان هنا منذ سنوات، استرعت انتباهي فتاة تمشي وحدها وهي تتكلم في هاتفها دون أن تلفت يمينا ولا يسار خوفا من السرقة.
في مساء اليوم الأول وطيلة اليوم الثاني، لم أشاهد ولادراجة نارية صغيرة أو معاينة مخالفة في الطريق.
لم أسمع منبها من سيارة. أو سائقين يتخاصمان أو يتشاجران.
بمحطة البنزين، كل شيء بالخدمة الذاتية والبطاقة البنكية..شكل المنازل بهندسة مختلفة وهي محاطة بالمساحات الخضراء.
كل الشوارع فارغة نظيفة، وبها القليل من الناس التي تتجول رفقة كلابها..
الفضاءات الرياضية منتشرة بشكل مدهش يفتح الشهية لممارسة رياضتك المفضلة.
"الطب النفسي" والشوافات على قارعة الطريق
دعاني صديقاي إلى زيارة مدينة كاي ويست key west التي تبعد عن ميامي بحوالي أربع ساعات..هناك النقطة صفر في خريطة الولايات المتحدة الأمريكية..أجمل لحظة هناك هو لحظة غروب في تمازج جميل مع مياه البحر.
بالمغرب تركت أجواء باردة، لكن هنا بميامي أعيش أجواء الصيف..
على الشاطيء الصغير، الناس تستعرض أجسادها تحت أشعة الشمس..
وعلى بعد أمتار قليلة في ساحة صغيرة، هناك "شوافات" و"شوافون" يقرأون الطالع، واضعين لافتات توحي أنك مع "طبيب نفسي"..
هناك أيضا شخص يقدم عروضا سحرية قبل أن يطلب تسليمه دولارات..وعلى جانبه، آخر يقدم فرجة ممتعة كأنك بجامع الفنا بمراكش..
الناس هنا كلهم بلباس صيفي من مختلف الجنسيات..وأين وليت وجهك لاترى إلا الابتسامة، وكنت من حين لآخر أطلب أخذ صورة مع هذا أو ذاك..لم أسمع قط كلمة تبرم او تأفف..