يتزامن انعقاد مؤتمر القاهرة لدعم القدس يوم الأحد 12 فبراير 2023، مع احتفال وكالة بيت مال القدس الشريف بيوبيلها الفضي بمرور 25 عاما على هيكلة المؤسسة ودخولها الفعلي حيز العمل. وتشارك وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس، التي يرأسها الملك محمد السادس، ومقرها الرباط، إلى جانب رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ضمن فعاليات هذا المؤتمر.
وتعد الوكالة آلية مثلى لتنفيذ مشاريع التنمية الاجتماعية في القدس في مختلف المجالات. ورغم انحصار التمويل عن الوكالة من طرف الدول الإسلامية، الى مستواه الادنى، منذ عام 2011، فإن المغرب ظل هو البلد الوحيد الوفي لتعهداته في تمويل مشاريع بالقدس وتحمل الكلفة.
"أنفاس بريس"، ومواكبة منها لعمل وكالة بيت مال القدس، وكذا مؤتمر دعم القدس بالقاهرة، تنشر تباعا شهادات وزراء وأكاديميين وفعاليات مدنية من فلسطين، تتحدث عن الآيادي البيضاء للمغرب من أجل دعم القدس.
فيما يلي ننشر شهادة جمال الشوبكي، سفير دول فلسطين لدى المملكة المغربية:
وكالة بيت مال القدس الشريف.. 25 عاما من العمل الدؤوب لحماية القدس والمقدسيات
لا يمكن حصر المشاريع التي نفذتها وكالة بيت مال القدس في مقال واحد، لكن ما يمكن قوله بأن الوكالة عملت ضمن خطة عمل شاملة راعت كل جوانب حياة المقدسيين اليومية لتعزيز تجدرهم وثباتهم على الأرض وحماية الموروث الحضاري والاجتماعي والثقافي والديني للمدينة، حيث نفذت الوكالة جملة من المشاريع الهامة التي دعمت قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والثقافة والفن والحرف والصناعات المحلية، إلى جانب افتتاح البيت المغربي (بيت المغرب) داخل البلدة القديمة في القدس، وإطلاق مشاريع وفعاليات تساهم في تمتين دور المرأة المقدسية، ودعم أصحاب الاحتياجات الخاصة، وتنمية قدرات الأطفال المقدسيين، ومن ذلك المخيم الصيفي السنوي لفائدة أطفال القدس حيث تستضيف المملكة من خلاله خمسين طفلة وطفلا مقدسيا على أرض المغرب الشقيق كل عام.
هذه المشاريع والبرامج التي دأبت وكالة بيت مال القدس على تنفيذها بشكل يراعي كل جوانب الحياة الاجتماعية للمدينة وساكنتها، أتى ضمن رؤية الوكالة وإيمانها بضرورة تنفيذ أكبر عدد من المشاريع داخل القدس بحيث يعود أثرها بشكل ملموس ومباشر على مختلف فئات المجتمع المقدسي، لكن دون إغفال ضرورة العمل من أجل القدس داخل المملكة المغربية أيضا سواء على مستوى الوعي والتعبئة أو على مستوى الأنشطة والفعاليات المختلفة التي يتم إشراك خبراء وشخصيات فلسطينية ومغربية وإسلامية فيها، ناهيك عن تقديم عشر منح سنويا لطلبة مقدسيين لاستكمال تعليمهم الجامعي في المملكة.
لطالما فتحت وكالة بيت مال القدس الشريف ذراعيها أمام أي جهود من شأنها أن تعزز الواقع المعيشي لأهل القدس وتزيد من ثباتهم، ولم تدخر جهدا في الحفاظ على التراث المادي للمدينة ومكانتها المعنوية كمدينة للسلام والتعايش، وهو الدور الذي حرصت وتحرص الوكالة على تطويره وتنميته بمعزل عن أي اعتبارات تتناقض مع الأهداف التي نشأت من أجلها بصفتها أحد سدنة مدينة القدس وأحد أبرز تعبيرات التضامن العربي والإسلامي مع الشعب الفلسطيني، وهو ما نثمنه فلسطينيا بشكل كبير، ونثق بأنه دور مستمر ومتطور وسيبنى عليه تخليدا وتكريسا لروح العلاقة التي جسدتها وكالة بيت مال القدس الشريف مع الشعب الفلسطيني عموما وأهل القدس المرابطين الصابرين بشكل خاص.