وأنا أتصفح التعليقات على تدوينة لأحد المدونين الفيسبوكيين حول تحرشات البرلمان الأوروبي ومن ورائه فرنسا بالأمن الداخلي للمملكة، أثار انتباهي هذا التعليق "نشبعو ونحاربو البرلمان الاوروبي والافريقي"، تعليق بليغ على ما يقع اليوم من غلاء للأسعار واحتكار السوق والمنافسة غير الشريفة، حيث ربط "الشبعة" بالتصدي لمناورات خصوم المملكة.
قد يعتقد البعض أن ربط "الشبعة" بالدفاع عن قضايا الوطن لا يستقيمان، لكن باستحضار المثل الشعبي القائل "فاش كتشبع الكرش كتقول للراس غني"، أي نعم لا نشكك في وطنية المغاربة ولا نقول أن المغاربة يقتلهم الجوع في وطنهم، لكن يظهر أن المواطن المغربي لم يعد اليوم يفكر الا في قوت يومه لاسيما مع غلاء الأسعار بشكل غير مسبوق.
يظهر إذن أنه لا خيار أمامنا اليوم لصد هذه المناورات الخسيسة دون تقوية الجبهة الداخلية ورفع اليقظة والتأهب الداخلي، ولن يتأتى ذلك إلا باتخاذ الحكومة إجراءات جريئة وعاجلة لخفض أسعار المواد الأساسية (اللحوم، الخضر، ..)، آنذاك سيتهيأ المغاربة للرد بشكل جماعي على كل من يحاول أن يلقن بلدنا الدروس في حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير وغيرها.