.فالحساد لايتواجدون إلا في حالة تفوق .كما أنهم يدفعونك لبذل المزيد من الجهد لتحقيق الأفضل. إن المسالة محفز ايجابي ذو مردودية عالية مادمت في وضعية استنفار ويقظة تنمي طموحك لاحتلال الريادة. لا أدري سبب حرصي على متابعة مقابلة النهاية بين السينغال والجزائر في إطارأمم افريقيا للمحليين. وقد زاد من اهتمامي بعدماعلمت ان المعلق جزائري معروف .تابعت اللقاء من بدايته حتى النهاية.
لا أخفيكم المقابلة عرفت أحداثا كثيرة وطريقة تدفعك دون شعور لمساندة المنتخب السينغالي ضد المنتخب الجار العربي. نعم لقد صرنا مضرب الأمثلة في الكراهية والعداوة كما قال الماغوط على لسان دريد لحام في مسرحية" اشرب كأسك ياوطن ": " لقد صرنا فرجة يابا". كل معاركه التي خاضها ضد المغرب انهزم فيها منذ 1975 هذه السنة على وجه الخصوص التي يحتفظ التاريخ والمغاربة بفعلته اللااخلاقية في تهجير مغاربة آمنين من الجزائر إلى الحدود المغربية. وهو فعل إجرامي لن ننساه أبدا . لا أدري لماذا تحولنا الى خصوم بالضرورة بعدما اوصلتنا سياسة نظام عسكري ديكتاتوري الى معاكسة طموح شعب جار وانتظار انهزامه بإصرار حتى النهاية. فعلا مأساة بكل المقاييس أن يعيش شعبان لهما من مقومات الوحدة والقوة مايجعلهما رائدين هذا الوضع المتأزم والمتناقض. لكن العسكر اختار العكس لتصدير أزمته الداخلية وفشله إلى الآخر. اللعب على ورقة وحدة المغرب في حرب استراتيجية استنزفت الشيء الكثير ولن تزيد المغرب إلا قوة وشراسة في الدفاع عن سيادته وربوع وطنه كاملة غير منقوصة. النظام الجزائري يعلم جيدا أن المغرب اصبح قوة .يقتضي الأمر التنسيق معه دون البحث عن اسقاطه فهو امر لن يتحقق بالتاريخ والجغرافيا والاقتصاد .لم تات جملة "اللهم كثر حسادنا "هكذا اعتباطا. فكم من خطاب وجه فيه العاهل المغربي إشارات قوية تدفع نحو انفراج لمصلحة الشعبين لتعزيز الأخوة والجوار. لكن الطرف الآخر دائما يقرأ الرسالة مقلوبة. شعرت بميل كبير نحو المنتخب السينغالي أولا لطريقة لعبه وتفوقه تقنيا وبدنيا مع اختلاف مؤشرات تأهل الفريقين .
أما معتوههم المسمى اعلامي، حفيظ دراجي ، فقد عاش كابوسا بعد خسارة منتخبه في النهاية امام المنتخب السينغالي في نهائي كاس امم افريقيا للمحليين. المعلق بأسلوبه الموغل في تمجيد النظام ولو بطريقة غير مباشرة واستغلال فضاء رياضي من أجل اقحام التاريخ والجغرافية والذاكرة والمبالغة في ذلك كلما سلطت الكاميرا أضواءها على الجمهور .لدرجة اختلط علينا الأمر فلم نعد نميز بين مقابلة في كرة القدم وشريط وثائقي. على طريقة بئيسة تجعل المتابع يحس بالملل والنفور. خسارة الجزائر البارحة متوقعة ليس ضد الشعب بل نكاية في حكامه.
لا أساند تعميق جراح الفرقة ولا الشماتة أثناء الخسارة لكن تأكد بالملموس أن الجزائر اختارت المسار الصعب في مواجهة دولة تمتلك حضارة ضاربة في أعماق التاريخ ولها من مقومات النهضة مالا تستطيع مجاراتها. دولة تحتاج لسنوات من أجل تحقيق تأهيل يخدم شعبها.