في اللحظة التي تدق فيها الجزائر طبول الحرب وتبحث بشق الأنفس عن أسباب مفتعلة ، ويصر الانفصال حركة ودولة على المضي قدما في نهج المغالطات وتزوير الحقائق واتباع سياسة تضليلية مكشوفة ومفضوحة ، فإن المغرب ماض في نهجه التنموي الثابت ، ولن توقف مسيرته تلك الاستفزازات والتحرشات والحركات البهلوانية لنظام فقد كل فرامله وأصبح يخبط خبط عشواء .
لا مجال ولا وقت لدينا لنهدره على نظام غير متزن همه الوحيد ومبتغاه الفريد هو إيقاف قطار التنمية ببلادنا بأي طريقة خشنة ، فنحن دولة أفعال لا دولة بهلوانيات .
ان خيار التنمية والمزيد من التنمية يظل هو الحل الحاسم في ما يجري على الأرض ، ثم بعد ذلك تأتي القوة الدبلوماسية والعسكرية لضمان الدفاع عن ما تحقق في انتظار المزيد ...
لقد كانت الصحراء المغربية العنوان الأبرز للتنمية في بلادنا ، وكان من الواضح أن التعبئة من أجل خدمة الساكنة ، خطة تأمين الوحدة عبر الانسان لقيت ترحيبا دوليا ، وأعطت للمغرب فرصة لا تتاح للدول في كل حين ، لاعادة النظر في نموذجه التنموي ، واعادة النظر في الطبيعة الترابية الجديدة للدولة من خلال خدمة الجهوية المتقدمة ، ويجدر بنا أن نحيي أبناءنا في الأقاليم الصحراوية على غيرتهم الوحدوية ، وانخراطهم الواسع في التعبئة السياسية لانجاح هذه الجهوية في أفق الحكم الذاتي...
سبعة و أربعون سنة لم تكن ضائعة ولا متهاونة وللذي قد يشكك في بعض هذا الكلام ما عليه سوى زيارة العيون أو الداخلة أو السمارة ليقف على ما تحقق من منجزات .
إن المملكة المغربية اشتغلت وتشتغل على الأرض بكل الجد المطلوب. إن الأقاليم الجنوبية اليوم تشهد بالقائم من الإنجازات على مستوى التنمية البشرية والمجالية ، طرق مشيدة او في طريق التشييد ، بنيات تحتية بمواصفات عالية ، تنظيم إداري ومؤسساتي ، حياة سياسية ومدنية نشطة ربما أكثر مما يوجد في بعض الأقاليم المغربية الأخرى . حياة واضحة للعيان من الأمن والاستقرار . منجزات متواصلة في كل المجالات . هذه هي الأقاليم الجنوبية اليوم .
على الصعيد الدبلوماسي أصبحت الأقاليم الجنوبية تحتضن قنصليات إفريقية وعربية. أصبحت أيضا وجهة مفضلة لمنتديات دولية ووجهة سياحية ورياضية . كل هذا يأتي بتضحيات المغاربة إدارة وشعبا وبتضحيات أبناء الأقاليم الجنوبية بالتحديد .
المسيرة متواصلة ....قضية صحرائنا المغربية قضية وجود ...الدفاع عن الوحدة الترابية الوطنية أولوية الأولويات بالنسبة لحزب وطني كالاتحاد الاشتراكي ، وادريس لشكر اليوم يجذر نهج الوطنيين المقاومين ، نهج الاتحاديين الذين ناضلوا من أجل التحرير والديمقراطية...
نحن هنا صحراويون مغاربة محبون ومتشبثون بالوطن ...بالمغرب ...ومحبون ومتشبثون بجلالة الملك محمد السادس رمز الوحدة والسيادة ، ملك البلاد وأمير المؤمنين ...
ان روح المسيرة الخضراء ، التي أطلقها الراحل الحسن الثاني ،ستبقى مستمرة ومتواصلة الى اليوم وباقي الأيام القادمة والأبدية ، وهذا نهج مغربي يصبو نحو الحداثة والحكامة والتنمية المستدامة . وبروح المسيرة الخضراء ستظل الصحراء مغربية بشرعيتها وبنمائها وبازدهارها...
تكتسي حاضرة العيون لدى المغاربة أجمعهم ، من كل المدن والمناطق والجهات ، أهمية خاصة ،لكرم أهاليها التميز كله ؛ لملامح سكانها عنوان الوطن كله . ولبهجة الانتماء لذلك المكان القديم قدم الوجود شيء ما يستعصي على الوصف وإن كان الواصف عالم كلام . لعله السبب الذي جعل كل المغاربة يحبون العيون ومستعدون للتضحية حبا للصحراء المغربية للعيون في القلب المكان كله ...ولها في الوجدان رحابة انتمائنا لها وشساعة انتمائها لنا ...
لأقاليمنا الجنوبية كل دعوات السير في طريق النمو والتنمية التي تعني كل الحياة ....
وللوطنية حضور موشوم في مسار الاتحاد الاشتراكي الأستاذ إدريس لشكر ...من هنا عزمنا على عقد اجتماع المكتب السياسي بالعيون العزيزة ....
الاتحاد الاشتراكي في النشأة والتأسيس ، في السير والمسار ...حزب وطني ...رقم أساسي في ثورة الملك والشعب ، ثورة التلاحم العضوي المتين بين الملك والشعب ...ثورة ثابتة من حيث المبدأ ومتغيرة من حيث المهام بتغير الشروط التاريخية، التحولات المجتمعية والأسئلة الكونية...
الاتحاد الاشتراكي اليوم ، كما بالأمس والغد وغد الغد ، يضع المصالح الحزبية بين قوسين مغلقين ، ويتفرغ للمهمة الوجودية والمعركة المصيرية : الدفاع عن الوطن ...الدفاع عن المواطن ...الدفاع عن الانسان ...الدفاع عن الحق في الوجود والحياة ...هكذا تكلم جلالة الملك ...تناغم حزب وطني مع ملك وطني ، رمز السيادة والوجود ....من محمد الخامس والحسن الثاني الى محمد السادس ؛ الاتحاد الاشتراكي منخرط وفاعل في ثورة الملك والشعب ؛ انه حزب وطني وليس كائنا انتخابيا...نحن أوفياء للمبدأ والتاريخ ...الوطن أولا ....الوطن أولا ....الوطن أولا....وطن بمواطن واعي ومسؤول ...سليم ومعافى ...والبقية تفاصيل .نبني البلد مع ملك البلاد ، ومع الحقيقيين الذين يؤمنون بالبلد ...ان الانتماء الأول والأخير هو للوطن..
نقولها بالصوت المغربي الواحد ...لنا نحن هذا الوطن الواحد والوحيد ، وهاته البلاد التي ولدتنا وصنعتنا وصنعت كل ملمح من ملامحنا ، والتي تجري فيها دماء أجدادنا وابائنا وأمهاتنا ، والتي تجري دماؤها في مسامنا وفي العروق .
نفخر بهذا الأمر أيما افتخار ، ونكتفي أننا لا ندين بالولاء الا للمغرب . وهذه لوحدها تكفينا ، اليوم ، وغدا في باقي الأيام ، إلى أن تنتهي كل الأيام ....
لا بد من الانطلاق من كون الأمر يتعلق بوطن . والوطن هنا ليس مجرد رقعة جغرافية لتجمع سكني ، بقدر ما يعني انتماء لهوية ولحضارة ولتاريخ...
منذ قديم القديم نقولها : هذا البلد سيعبر الى الأمان في كل الميادين بالصادقين من محبيه وأبنائه الأصليين والأصيلين ، لا بمن يغيرون كتف البندقية في اليوم الواحد الاف المرات ، والذين يكون المغرب جميلا حين يستفيدون ويصبح قبيحا حين لا ينالهم من الفتات شيء...