جواد شفيق: فاس .. لمن تدق هذه الأجراس الصدئة؟

جواد شفيق: فاس .. لمن تدق هذه الأجراس الصدئة؟ جواد شفيق
قبل الاستحقاق الانتخابي الأخير( شتنبر 2021) ، بنى كثيرون ،من الداخل و الخارج ، على النتائج السلبية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفاس خلال استحقاقي 2015 و 2016 ، و جزموا بأن هذا الحزب لن تقوم له قائمة ، و قد صار جثة تنتظر من يحسن إليها،  بدفنها.
و لكن من بقي صامدا من الاتحاديين ، مدعومين بالمئات ممن انفتح عليهم الاتحاد و رشحهم ، أسقطوا هذه الأوهام، وحقق الاتحاد نتائج محترمة بالغرف المهنية، و بمجلسي الجهة و العمالة ، و بمجلس الجماعة و مجالس المقاطعات ، وبمجلس النواب .
و بعدها ، انخرط الاتحاد في تحالف لتدبير شؤون المدينة ، حظي فيه بمسؤوليات عديدة لعل أبرزها،  نائبين لعمدة فاس( عبد القادر البوصيري و مريم مبطول)  ، و رئيس مجلس مقاطعة فاس المدينة ( ياسر جوهر ).
خلال أكثر من سنتين من التحضير ،اعتبر الاتحاديون بأن فاس تستحق الأفضل و ليس مقدر لها ألا يدبرها سوى الفاسدون  أو الفاشلون ، كما اعتبرنا بأن التعاون و التنسيق الوثيق بين المنتخبين الجدد و السلطات العمومية محليا و مركزيا هو السبيل الأنجع و الأنجح لإطلاق دينامية جديدة للتنمية و التأهيل و التجهيز و جلب الاستثمار.
لقد انخرط الاتحاد الاشتراكي في التحالف المسير لجماعة فاس و مقاطعاتها، من منطلق أنه لم يكن بالإمكان أحسن مما كان ، بالنظر إلى أن "الكاستينغ " الذي عرفته هذه الانتخابات كان في جزء كبير منه مشوه الخلق ، و حقق غايته السياسية الفضلى آنذاك ( القطع مع زمن الدبشخي) ...و كان لزاما على الحزب و هو يعي جيدا هذه الحقيقة أن يسلك منطق "ربيع الوقت كيترعى " .
لحد الساعة،  مازال الاتحاد وفيا لالتزاماته مع حلفاءه ، يبدي الرأي و يقدم المشورة ، و ينبه و يوجه و يقترح ...و لكن المسؤولية الأولى تقع على من يقود التحالف و يرأس الجماعة ، و عليه تقع مسؤولية طرق الأبواب للترافع عن قضايا المدينة ، خاصة و أنه ينتمي إلى الحزب القائد للأغلبية الحكومية الحالية( و هي الفرصة الجيدة التي لم يسبق أن أتيحت لأي مجلس جماعي سابق ).
و لكن الذي حصل بعد سنة و زيادة،  هو أن بعض الإعلام و المواقع و الصفحات و المدونين ، لم يعد لهم من هم سوى الاتحاد الاشتراكي و مستشاريه و نائبه البرلماني.
لقد تعامل المستشارون الاتحاديون و معهم حزبهم ، مع ما يكتب و يدون هنا و هناك بكثير حكمة و هدوء ، وعيا منهم بأن الإعلام سلطة حقيقية عندما يقوم بوظيفته في الإخبار و التحقيق و التنبيه ...و حتى الفضح بناء على معطيات دقيقة و ملفات مضبوطة و وثائق و حجج و شكايات ....
لقد استنكفنا و تعففنا عن الرد ، احتراما للإعلامي الذي يحترم نفسه و مهنته .
و لكن أن يصبح الإعلام مهنة من لا مهنة له ، و أن يصير الرجم بالغيب حرفة ، و أن تصير الإشاعة معلومة ، و أن تصبح الأعراض و الذمم مستباحة ، و أن يصبح التلفيق صنعة ، و أن نمسي و نصبح على روايات من نسج الخيال ، و ادعاءات باطلة ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) ...فهو ما يطرح أكثر من علامات استفهام و تعجب .
لماذا مستشارو الاتحاد ، و ليس غيرهم ؟؟
لم كل هذا السيل الجارف من الأباطيل ؟؟
من يقف وراء هذا ؟
لقد سبق و قلنا و أعلنا علانية و غير ما مرة ، بأنه إذا ضبط بيننا فاسد أو حتى شبهة فساد موثقة فسيكون الحزب أول المتصدين لها ، الفاضحين لصاحبها ، المنددين بها ، و المطالبين بأن يقع الجزاء على مقترفها . و سيظل الاتحاد الاشتراكي بفاس رهن إشارة الجادين من الإعلاميين،  و المتابعين ، و المرتفقين للمصالح الجماعية ، و السلطات الإدارية و الأمنية و القضائية لفضح كل من سولت له نفسه أن  يرتكب مخالفة أو يقترف شططا أو مفسدة .
و الآن ، و حيث أن كل ما يكتب عن إخواننا ، و خاصة نائبي عمدة فاس الأخ عبد القادر البوصيري و الأخت مريم مبطول ، لم يدعم أبدا و لو بدليل بسيط ، نبني عليه موقفا .
و حيث أن هذه الحملة الهوجاء ، قد مست إخواننا في أعراضهم و شرفهم و حياتهم الخاصة...بدون موجب حق و بلا ذرة حجة أو برهان.
و حيث أن شبهات كثيرة تحوم حول  خصوم و ربما بعض حلفاء يحركون  و يحرضون و يسممون ...
فلابد أن نرفع الصوت الاتحادي عاليا : هذه الأجراس الصدئة لن تخرسنا ...
كل الاتحاديين اليوم : عبد القادر و مريم و ياسر و عبد الله و عبد الإله و عبد السلام ......و الآخرون .
واللهم ارزقنا خصوما عاقلين.