المغرب بلد له جذور ضاربة في التاريخ، وليس وليد أول أمس، كبعض دول الجوار الإقليمي.. التاريخ والجغرافيا كفيلان بتعريف الجاهلين به.. لطال ما تعامل المغرب مع جيرانه ومحيطه الإقليمي والدولي بكثير من الليونة والإنسيابية وحسن الجوار، وما ذلك إلا كونه مؤمن بقيم التعاون بين دول المعمور كافة، دون عداء خفي ولا مبيت..
إلا أن هذا المغرب العظيم في ذات الوقت، ليس ضعيفا كما يعتقد بعض المغرضين الذين يكيلون بمكيالين ويزنون بميزانيين.. وبالتالي لا ولن يقبل "بازدواجية الخطاب والمواقف" كما جاء على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيد ناصر بوريطة.
وهي كلمات ذات معنى ومدلول في العرف السياسي، وعلى المغرضين فهمها واستيعابها بشكل واضح وعميق.. لن يكون المغرب كما يظنون؛ حائطا قصير التسلق، ولن يرضخ لابتزازات المبتزين الذين توهموا بخبثهم، أنهم قادرون على فرض مصالحهم وتنفيس أزماتهم على حساب المملكة المغربية، لا وألف لا، فالمغرب وعبر التاريخ، كان ولا يزال وسيبقى دائما؛ استثناءا وغصة في حلق الطامعين في خيراته؛ فهو كبير بشعبه الذي لا يُقهر، وبقيادته التي لا تعرف التنازل عن ثوابث الأمة. وليعد كل طامع إلى الوراء قليلا، ليتأكد من صلابة هذا البلد وحكوماته وشعبه ومؤسساته، وسيقف الجميع سدا منيعا دفاعا عن استقلاله وسيادته، ضد كل محاولة مس بكرامته، وضد كل مؤامرة تحاك بخبث ضده، حتى يفرض وبقوة؛ مبدأ الندية في التعامل على كل من سولت له نفسه المساس باستقلالية مصالحه الحيوية.. فلا تختبروا صبر المغرب.