من وحي فضيحة الوزير وهبي: كيف تُصبح وزيرا "بانضيا" و"سلكوطا" بدون معلم !

من وحي فضيحة الوزير وهبي: كيف تُصبح وزيرا "بانضيا" و"سلكوطا" بدون معلم ! عبد اللطيف وهبي
حدد الدستور الجديد معايير الاستوزار ورئاسة الحكومة، مجسدا ذلك في الحصول على أغلبية برلمانية وفوز الحزب الأغلبي بالرتبة الأولى.

التمرين الأول للاستوزار في ظل دستور 2011 بدل أن يشكل قيمة مضافة في بروفيل الوزراء، شكل صدمة للرأي العام بحكم «التبهديل» والصورة الكارثية التي أصبح عليها منصب وزير، لدرجة أنه لم تعد صورة وزير تختلف عن صورة «سلكوط» أو «فيدور» في بار حقير و"خانز" بمرس السلطان بالدار البيضاء.
 
 فإذا أسقطنا الوزراء التكنوقراط ووزراء السيادة الذين لم ينجروا إلى الكلام الساقط والقاموس البذيء، سنجد أن معظم وزراء الانتخابات التي عرفها المغرب في ظل  دستور 2011 ميعوا المنصب السامي، إن بالسلوك الزنقاوي أو بالتهور الكلامي أو بالاحتقار لآدمية المغاربة أو بالاستهتار بالمسؤولية وبالأمانة.
ونحن نعيش على وقح فضيحة عبد اللطيف وهبي(وزير العدل في حكومة أخنوش)، وما تلفظ به من كلام جارح في حق المغاربة على هامش ضجة مباراة امتحان المحاماة، إليكم بعض النصائح كي يصبح المرء وزيرا بذيئا في حكومة ساقطة:
 
أولا: لا تجهد نفسك في الاضطلاع على تجارب الدول والأمم الأخرى لمعرفة سبب نهضتها في رمشة عين للاهتداء بتجربتها لرفع المستوى الاقتصادي بالمغرب (مثلا كوريا الجنوبية، ماليزيا، سنغافورة، البرازيل)، بل احرص على معاشرة القوادات وخريجي السجون والبورديلات لتتعلم أبجدية السب والقذف في حق خصومك السياسيين.
 
ثانيا: لا تشغل بالك بالبحث عن أسرع طريقة لتحقيق صبيب هائل في المواصلات السلكية واللاسلكية (الجيل الرابع والخامس) بالمغرب أو تحقيق صبيب مرتفع في حركة تنقل البضائع والسلع والأفكار في الأطوروت والطرق السريعة، بل تدرب على كيفية إخراج صبيب متدفق من الألفاظ الحقيرة من فمك لرجم الرأي العام وإمطاره كل يوم بوابل من الكلام المستمد من قاموس المواخير.
 
ثالثا: لا تكثرت للاختصاصات الموجودة في الدستور وكيفية أجرأتها لترسيخ ثقافة المؤسسات ودولة القانون بالمغرب، بل انتبه إلى إكثار «الخليلات» و"بيوت النعاس" و"الطوموبيلات" و"القريشلات" بمقر الوزارة على حساب أموال بيت مال المسلمين.
 
رابعا: لا تتخذ أمير المؤمنين كسليل آل البيت، قدوة في الهندام والسلوك والآداب والأخلاق والغيرة على البلاد والعباد، بل اتخذ السكارى والمعربدين والخونة والمنافقين نموذجا في كل ما تقوم به بالوزارة.
 
خامسا: لا تبحث عن الخبراء وذوي الكفاءات ليرشدوك بالنصيحة وبما يديم الرفاهية والمردودية على الوطن، بل كن حريصا على أن يحيط بك «البانضية» و"الكفرة بالله".
 
سادسا: لا تخف من الله ومن حسابه العسير يوم القيامة، بل اجعل إبليس إلاها واحدا وأوحدا لك، فالطريق إلى الله شاقة وتقتضي مغالبة النفس وحب الخير للبلاد والعباد، بينما أنت وزير «بانضي» من «عبدة الشيطان» عليك أن تملك منشارا تقطع به تراب الوطن و"منجل وشاقور" تذبح به العباد.
 
سابعا: لا تنشغل بثوابت البلاد وباستقرارها وبالصورة المشرقة لمواصفات رجل دولة، بل اجعل هدف إحراق المغرب والمغاربة هدفك الأسمى بإشعال التوترات والتشكيك في ذمة كل مسؤول والطعن في شرف كل موظف وبضرب القدرة الشرائية لكل مواطن وبإفقار الطبقة المتوسطة وإنزالها إلى الحضيض.
 
ثامنا: لا تكن من أولئك الذين يراعون حرمة للحلفاء الاستراتيجيين للمملكة، ولا تكن من أولئك الذين يسعون لإضفاء توهج على صورة المغرب خارجيا، بل كن عميلا لدولة خارجية أو لتيار سياسي أجنبي بهدف تقزيم صورة بلادك أمام أسيادك الأجانب.
 
تاسعا: لا ينبغي أن يسكنك وسواس الإنصاف المجالي والتوزيع العادل للثروات الوطنية بين أبناء المغرب، بل حول خزائن الدولة إلى مضخة لإغداق المال والدراهم على الأتباع والأنصار والجمعيات الوهمية المسخرة لشراء الزبائن الانتخابيين.
 
عاشرا: لا تهتم بالتعليم والبحث العلمي ورفع الناتج الداخلي الخام بقدر ما ينبغي عليك أن تهتم بتوظيف أحسن التقنيات في «التكلاخ» و"التزلاج" حتى يبقى الشعب «دمدومة» وعجينة تصنع به ما تشاء وتنتج ما ترغب فيه من ضباع.
 
وبعد أن تسترشد بهذه النصائح، تجنب طرق أبوابنا في الانتخابات القادمة لأن الأشراف والأتقياء في هذا البلد سيلجؤون إلى «القرطاس» و"المقلاع" في مكاتب التصويت لدكك دكا وردمك ردمة نهائية.
 
ملحوظة:
هذه افتتاحية نشرتها بجريدة "أنفاس بريس" يوم 27 فبراير2019، وتم تحوير بضع فقراتها مواكبة لفضيحة الوزير وهبي.