يوسف غريب.. الجامعة المغرببة تفرض شروطها للمشاركة في بطولة الشان بالجزائر..

يوسف غريب.. الجامعة المغرببة تفرض شروطها للمشاركة في بطولة الشان بالجزائر.. يوسف غريب
هي نصف ساعة بين بلاغ الجامعة المغربية وبين هذا العنوان الذي تصدّر كل صفحات الجرائد والمواقع الرقمية بدولة العسكر الجزائري.. وكأنك أمام جرائد متعددة تحت سلطة رئيس تحرير واحد يقبع خلف جهاز إرسال برقية للأبواق الإعلامية وبدون التصرف والاجتهاد والتأويل انضباطاً للخبر العسكري والتزاماً بأوامر تنفيذه.. 
ولأنها كذلك فهي ما يجعل من كل القرارات الصادرة عن شنقريحة وجماعته محط سخرية وتهكم من كميّة هذا الغباء والعنثرية الجوفاء.. 
ومن يعود إلى العنوان المروّج له كرد على شرط مشاركة المغرب ببطولة الشان  23  سيجد أنّ العقلية العسكرية فهمت منه استفزاز الجزائر وتهديده.. والحال أن بيان الجامعة المغربية راسل الكاف الإطار المنظم للتظاهرة الرياضية مذكّرا إيّاه  باحترام  البلد المنظم،  لدفتر تحملات تنظيم المسابقات القارية والدولية، حيث يكون مفروضٌ بقوة القانون  على كل بلد ينظم مسابقة من حجم كأس أمم أفريقيا للمحليين، أن يوفر أجواء مفتوحة للبلدان المشاركة، فضلاً عن توفير خدمات قنصلية مرتبطة بتأشيرات الدخول للبعثات المشاركة وجماهيرها. 
هذا قرار سيّاديّ صادر عن دولة يعتبر مشاركة اسمها في كل التظاهرات الرياضية قيمة مضافة وامتياز للبلد المضيف.. وهي حقيقة ووزن المغرب الذّهبي بعد المونديال فنحن أقوياء بدون غرور.. 
 لأننا حين تواضعنا وتسامحنا في السابق مع ممارسات عدائية ارجعتموه ضعفاً وخوفاً.. 
فخلال سنة واحدة تعرض أطفالنا اقل من 17 سنة لهجوم واعتداء.. بعدها طرد البعثة الإعلامية المغربية خلال فعاليات البحر الأبيض المتوسط.. دون أن ننسى الحصار المفروض على وزير خارجيتنا لحظة انعقاد القمة العربية.. وآخرها ذاك العداء المجاني المرافق لمسار إنجازات منتخبنا الوطني بمونديال قطر.. 
هكذا انتم ياكبرانات الجزائر لا تؤتمنون.. ومستعدّون لأية مغامرة اتجاه منتخبنا لإطفاء غريزة الحقد والضغينة التى ارتفع منسوبها خلال شهر المونديال.
انتم خونة لا ثقة فيكم في احترام التعهدات والمواثيق.. ولم  نلدغ  الجحر مرّتين.. وكما يقال 
( إذا خانك شخص للمرة الأولى فهو ذنبه.. وإذا عاد مرة أخرى فهو ذنبك) 
هي القاعدة الذهبية لهذا القرار خصوصاً وان العصابة تستغل مثل هذه الملتقيات من أجل التنفيس عن عزلتها الإقليمية لكن في نفس الوقت التنفيس على أحقادها اتجاه بلدنا من خلال تهييج جماهير شنقريحة عبر  شعارات الإساءة لرموز بلدنا ومؤسساته.. 
هي خلفية هذا القرار.. ومن أجل تصريفه بذكاء وحتّى لا يتعرّض المغرب لأية عقوبة حالة الانسحاب من البطولة هناك.. راسل الكاف في نقطة موجعة للعسكر الجزائري الحائر بين أمرين إمّا فتح الأجواء انضباطاً لدفتر التحملات المؤطرة للتظاهرة.. وفي  هذه الحالة ما أصغر النياشين.. 
أو عدم مشاركة المغرب الذهبي وفيه ضربة موجعة لكل البروباغندا التي سوّقت لبطولة الشان كمحط عبور نحو تنظيم كأس إفريقيا 25
هي ضربة معلم لهؤلاء الأغبياء.. ودرس بليغ وذكيّ في الدبلوماسية الرّياضية المؤمنة بأن القرار السيادي  الذي لا يستند الى قوة تحميه باطل في شرع السياسة  فاللعبة انتهت..
وعلى العصابة ان تفهم منذ الآن أننا أقوياء بدون غرور.. ومتواضعون  بدون ضعف
 
يوسف غريب كاتب إعلاميّ