سترخي نتيجة أسود الأطلس بظلالها على تسويق صورة المغرب، وبدأ ذلم أثناء بطولة كأس العالم من خلال تدوينات كبار الشخصيات العالمية مثل «أيلون ماسك» و»جو بايدن» رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأسماء وازنة أشادت بالتجربة المغربية في المونديال.
فإسم المغرب في محركات البحث كان الأكثر تداولا طيلة فترة مونديال قطر وهذا سيضفي إشعاعا كبيرا على صورة المملكة، في شق السياحة والاستثمار وتسويق علامة صنع بالمغرب مستقبلا. وهي كلها مكتسبات سينالها المغرب من المشاركة الرياضية لأسود الأطلس، والتي ستنعكس على مجالات أخرى إن تم استثمارها بشكل جيد.
أكاديمية محمد السادس مشتل متفرّد
ورش التكوين مهم بالنسبة للاعبي كرة القدم في المغرب، فهو يرتكز على البنية التحتية الأساسية والمكونين كل حسب اختصاصاته.
وإذا كانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قد ركزت على ضرورة الاهتمام بالتكوين والتكوين المستمر طيلة العشرية الأخيرة ، للرفع من المستوى على الصعيد المحلي، وذلك بتشييد مراكز التكوين الجهوية لتساعد على تطوير لعبة كرة القدم.
وما به قامت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من خلال العمل على انشاء مركز تكوين جهوية في مجموعة عصب، على غرار مراكز السعيدية وبني ملال والعيون وشملت مدن الأقاليم الجنوبية للمملكة، فإن أكاديمية محمد السادس تعد منارة التكوين على المستوى الوطني والقاري والدولي، حيث شكلت منذ افتتاحها سنة 2009 مشتلا لتكوين اللاعبين المميزين. وبهذا ساهمت في تطعيم الفرق الوطنية باللاعبين أبرزهم يوسف النصيري ونايف أكرد وعزالدين أوناحي ورضا التكناوتي بالإضافة إلى حمزة منديل الغائب عن لائحة الأسود وفي مرحلة أولى آدم النفاتي والسعيدي الممارسان بالبطولة الإحترافية.
فأكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي رصدت لها قيمة مالية مقدرة بثلاثة عشر مليون يورو لأجل إنجاح المشروع الكروي، تمكّنت اليوم من استرجاع عائد الاستثمار عليها رياضيا وماليا بحصول أسود الأطلس على 25 مليون يورو من الفيفا.
شروط الإنضاج والنّجاح
ومن أجل تطوير تجربة أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، يجب إنضاج وتنمية مسابقات العصب الجهوية من أجل المنافسة أكثر، والتّنقيب عن المواهب، وبرمجة المباريات والمسابقات بين العصب الجهوية للفئات الصّغرى مع تخصيص حوافز لها.
وبخصوص المجال الإداري والمالي الذي ينبغي أن يندرج في إطار الحكامة الجيدة، يتعين تعزيز العصب الجهوية بموارد بشرية مكوّنة تكوينا علميا في المجال الإداري والمالي، وعبر مدراء تنفيذيين لكل عصبة مع الأخذ بعين الاعتبار الإنتماء الجهوي، إذ ينبغي إلزام الأندية من خلال دفاتر التحملات، الأندية بضرورة الانخراط في تكوين لاعبين محترفين بمعنى الكلمة تقنيا وبيداغوجيا، قادرين على تغيير الممارسة الكروية في بلادنا والإرتقاء بها إلى العالمية.
فالتكوين أسسه تبدأ من العصب والجهات والتي تعدّ خزانا للمواهب، وهو ما اعتمد في مراكز التكوين للعصب الجهوية، بالإضافة إلى مراكز تكوين الأندية كالرجاء البيضاوي والوداد البيضاوي، والجيش الملكي، والفتح الرياضي، ونهضة بركان وغيرها بعدد من الأندية الوطنية.
فالتكوين القاعدي الجيّد على مستوى التّأهيل البدني والنفسي والذهني للاعبين الصغار مهم، واعتماد نظام دراسة ورياضة بالأكاديميات، سيمنح لنا لاعبا مكونا على المستوى الرياضي والمعرفي والتواصلي كذلك.
نحتاج لما تعيشه الأرجنتين... وأرقامنا ناطقة
تعتبر الرياضة وكرة القدم على وجه التحديد، قوّة ناعمة تعتمدها الدول للتّموقع وتسويق صورتها على المستوى الدولي، إذ يحتل المغرب المرتبة الأولى في إفريقيا من حيث الإستثمار في الرياضة، حيث قدرت الميزانية المخصصة لقطاع الرياضة بنحو 1.1 في المائة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2018.
وفي قانون مالية 2023 تم تحديدها ميزانية الوزارة في مبلغ 800 مليون درهم، لكن فعاليات حزبية تراها غير كافية لتطوير مجال الرياضة عموما، وكرة القدم خصوصا.
وفي مقاربة لدول أخرى، فإن كرة القدم، والرياضة عموما تساهم في ناتجها الداخلي الخام، وعطفا على ذلك سبق وأن قدّم المجلس الاقتصادي والإجتماعي والبيئي، تقريره في الموضوع حيث أكد أن مساهمة الرياضة في النّاتج الداخلي الخام للمغرب لا تتجاوز 0.5 بالمائة.