قبل انطلاق منافسات كأس العالم في قطر 2022، كان المنتخب المغربي في مجموعة «الموت»، وكانت التكهنات، بلغ الحسابات والتاريخ، تتجه إلى كون بلجيكا وكرواتيا هما اللتان ستتأهلان إلى الدور المقبل، وأن المغرب سيحاول أن يلعب بشرف من أجل تقليل الخسائر.
غير أنه مع أولى مباريات مونديال قطر 2022، ظهر المنتخب المغربي بقيادة العميد رومان غانم سايس ومدربه الوطني وليد الركراكي صعبا على الفريق الكرواتي الذي يتقدم بفارق كبير في الترتيب العالمي، فغنم المغرب نقطة واحد بتعادل ثمين، مما حفّز العناصر الوطنية، على مواجهة المنتخب البلجيكي بنفس جديد وإيقاع كروي متجدّد، مكن باستماتة العناصر الوطنية من تحقيق فوز تاريخي على بطل عالمي بهدفين لصفر، ليكون «حلم» المونديال يكبر مع «حلم» المغاربة وكتيبة الركراكي الكروية، في لمباراة الثالثة مع منتخب كندا لتصدر المركز الأول. وهو ما كان.
ثمرات نتائج التّميز الكروي..
ومن تداعيات ذلك، أن صار المنتخب الوطني المغربي بتصدره المجموعة الكروية محط ثناء وتقدير من قبل رؤساء ومسيرين ولاعبين دوليين، وعلى رأسهم محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حينما اعتبر أن «المغرب رفع رأس العرب في المحفل العالمي الرياضي الأكبر ويحق لنا أن نفخر بأسود الأطلس». وهو نفس التوجه الذي سار فيه مسعود أوزيل، اللاعب الألماني وتركي الأصل، بقوله: جئت من أجل مساندة المغرب ومن أجل عيش أجواء مباراة نصف نهائي كبيرة بين المغرب وفرنسا. فيما نوّه إيكير كاسياس، الحارس التاريخي للمنتخب الإسباني بمستوى المغرب في منافسات نصف النهائي.
وتوّج مسار المشاركة المونديالية باستقبال شعبي وملكي يوم الثلاثاء 20 دجنبر 2022 لن ينساه المغاربة ورفاق العميد غانم سايس بقيادة المايسترو المغربي وليد الركراكي.
أسئلة ما بعد مونديال قطر 2022؟
فبعد فرحة التميز الكروي والإشراق لأسود الأطلس في المونديال، الذي سوقت صورته في العالم بفضل مشاركته المتميزة، أُيرت تساؤلات حول ما الذي جعل المنتخب المغربي يتميز أداء ونتيجة في مباريات كأس العالم 2022، ويحظى بمساندة عالمية من قبل شعوب ومنتخبات ومسؤولين ورؤساء ولاعبين سابقين ومدربين؟.
هل تواجد عناصر في النخبة المغربية لكرة القدم المكونة من أكاديمية محمّد السّادس لكرة القدم، ستزيدنا ثقة في هذا الاستثمار الكروي، والتوهج العالمي، حتى تكون مشتلا بعد سنوات للاعبين آخرين موهوبين ومتميّزين ومكوّنين ومتفرّدين ن لعبا وأداء تقنيا، وبصيت دولي وعالمي، وسندمر الخصوم وننسفهم في المباريات الكروية، وفي نفس الوقت ستسمح ذلك بتطعيم المنتخب الوطني كما فعل في مباريات كأس العالم بقطر 2022؟.
ما الشروط لإنضاج هاته الأكاديميات الكروية؟، وكم ستكلفنا؟ وإلى ماذا نحتاج حتى نحصنها قانونيا وتنظيميا؟. وهل نحن بحاجة إلى أكاديميات كروية أم مراكز تكوين اللاعبين لمواصلة المسار حتى كأس العالم 2026 وما بعده؟. وكيف سنواصل المسير للحاق بكرة منتخبات عالمية من قبيل الأرجنتين والبرازيل التي صارت كرة القدم تنمي اقتصاداتها باستثمارات عائدات الكرة المليارية؟.