كيف نتجنب اكتئاب مابعد كأس العالم.. اقرأ جواب الطبيبة إيمان أوخير

كيف نتجنب اكتئاب مابعد كأس العالم.. اقرأ جواب الطبيبة إيمان أوخير الطبية النفسانية إيمان أوخير ومشهد للجماهير المغربية في المونديال
تتوجه أنظار العالم بأسره من أسابيع نحو قطر، لاحتضانها فعاليات كأس العالم 2022، أعدادا مهمة تتابع مبارياته بشغف كبير واهتمام، بل أكثر من ذلك أضحت حياة فئة عريضة منهم تتمحور حول الساحرة المستديرة ونتائج المباريات وأداء المنتخبات المشاركة في التظاهرة الكروية العالمية، مما يرفع من احتمال إصابتهم بحالة مرضية تدعى "حمى مابعد كأس العالم" أو "حمى الكأس"، والتي تشخص على أنها اكتئاب حاد يصيب من تابعوا بكثف أطوار المونديال.
وفي هذا الصدد، تواصلت "أنفاس بريس" مع الطبيبة النفسانية إيمان أوخير، لتسليط الضوء على هذا المرض.
واعتبرت الدكتورة أن "حمى الكأس" ترتبط بالدرجة الأولى بما تحظى به كرة القدم من شعبية كبيرة، وباعتبارها إرثا ثقافيا ترعرعت عليه الشعوب كافة، شأنها شأن باقي الرياضات الجماعية الأخرى، فهي تكرس مجموعة من المبادئ التي ننادي بها في حياتنا اليومية، كالشعور بالانتماء والمنافسة والانضباط واحترام القوانين والعمل الجماعي وتحقيق الأهداف و غيرها.
وأوضحت الطبيبة النفسانية بأن لعبة كرة القدم، عبارة عن ممارسة رياضية تتيح لنا فرصة تجربة جملة من المشاعر التي نفتقر إليها في حياتنا اليومية من خلال الفريق الذي نشجعه، لتكون كرة القدم بذلك بوابة لولوج عالم مثالي ومليء بالشغف وكان ذلك بشكل مؤقت.
وواصلت المتحدثة ذاتها قائلة: "عندما نتابع كرة القدم وكلنا إيمان بها، نعيش على وقع نجاحات واخفاقات بتأثر كبير و هذا ما عايشناه جميعا مع منتخبنا المغربي، إذ كثيرون هم من تأثروا بهزيمته أمام فرنسا، وهو رد فعل طبيعي، شريطة ألا تتجاوز مدته يومين".
وعن كيفية تخطي هذه الحالة وتقبلها، دعت الطبية النفسانية المختصة في الأطفال والمراهقين، من يعانون منها إلى استحضار أن هذه الرياضة تفرض علينا تقبل جملة من القواعد، والتي يأتي في مقدمتها الربح والخسارة، وإلا فما الداعي من متابعتها إن كانت النتائج متوقعة، فمتعتها في كون كل الاحتمالات واردة وإن كانت بنسبة ضعيفة، وأن نتذكر دائما ذلك الشعور الرائع الذي تولده لدينا تلك الفرجة.
وهنا شددت الدكتورة إيمان أوخير في ذات التصريح، على ضرورة خلق توازن بين متعة حضور النزالات الكروية وبين أنشطة أخرى وأهداف موازية، التي نخصص لها بدورها وقتنا ومشاعرنا، وو بذلك نكون قد وضعنا كرة القدم في سياقها الصحيح، باعتبار أنها مجرد لعبة ورياضة، مما يمكننا من تقبل النتائج بشكل أسهل وأسرع.