تسبب إقدام مهاجرين مغاربة على تعليق العلم المغربي في مؤسسات عمومية وخاصة، في خلق جدل ساخن في الأوساط السياسية الفرنسية. البعض اعتبر الخطوة ب " الأمر غير المطاق " وعنوان ل " استيلاء غير مقبول على فرنسا ". في هذا الإطار طلب المستشار، آر إن ستيفان رافير، من ولاية مرسيليا حظر الأعلام المغربية للحفاظ على سلامة وهدوء سكان مرسيليا. وأضاف قائلا في بلاغ صحفي: " لا يتعين على مرسيليا أن تعاني من جحافل البلطجية الذين جاءوا "للاحتفال" عن طريق كسر أو مهاجمة المارة أو مهاجمة الشرطة وفي هذا الأمر ، الوقاية خير من العلاج".
وحسب العديد من المراقبين فإن الأمر يتعلق بخطاب عنصري فاضح تقف خلفه العديد من الشخصيات اليمينية المتطرفة ، مثل داميان ريو، الذي ذهب إلى حد التنديد بـ "إطلاق الألعاب النارية " من طرف المهاجرين للاحتفاء بفوز المنتخب المغربي ضد البرتغال.
كما سعى من جانبه أيضا إيريك زمور، إلى الاستفادة من هذا السجال للتمييز ضد السكان المهاجرين في فرنسا. وقدم الأحداث على أنها "أعمال شغب للجانحين من أصول مهاجرة" تغذيها ، في رأيه ، مشاعر "معادية للفرنسية".
في نفي السياق وصف جيلبير كولار، رئيس تحالف فرنسا في تدوينة على " تويتر " وصف رفع العلم المغربي في مبنى بلدية " أميان " بالأمر غير المطاق متهما المهاجرين ب " الاستيلاء " على فرنسا !
كما اتخذت الشرطة الفرنسية عددا من التدابير الاحترازية لمنع التجمعات الاحتفالية بعد نهاية المباراة بين المنتخب الوطني المغربي ونظيره الفرنسي، هذه المباراة التي اتخذت طابعا سياسيا عميقا، وقد ساعد في ذلك خطاب اليمين المتطرف، مما يعني التحضير لقمع محتمل ضد المشجعين المغاربة بفرنسا، خصوصا وأنه تمت تعبئة 10 آلاف ظن قوات الأمن في فرنسا .
بالمقابل يرفض المدافعون عن رفع العلم المغربي جميع الاتهامات والخطابات التي يروج لها اليمين المتطرف بشأن الاحتفاء بالنتائج التي حققها المنتخب المغربي باعتباره أول منتخب إفريقي يصل الى مرحلة نصف نهائي كأس العالم، حيث قرر عمدة مدينة كارايكس الفرنسية كريستيان تروديك رفع العلم المغربي الى جانب العلم الفرنسي والعلم الأوكراني والعلم البريطاني بمقر بلدية المدينة يوم الأربعاء 14 دجنبر 2022 قبيل مباراة نصف نهائية كأس العالم بقطر 2022 .
وكتب كريستيان تروديك في تدوينة على صفحته في " الفيس بوك " : " تكريما لمغاربة بريطانيا وكارايكس، قبل ساعات قليلة من مباراة كأس العالم بين المغرب وفرنسا ، قمت بتثبيت علم المغرب إلى جانب العلم البريطاني والعلم الفرنسي والعلم الأوكراني..كرة القدم ليست حربا أهلية. تحيا اللعبة الجميلة ".
وتبهر مباراة النصف النهائي مغاربة فرنسا، من مرسيليا إلى منطقة باريس، عبر نيم أو كورسيكا ، ولا يرغب البعض في الاختيار بين البلد المضيف وبلدهم الأصلي ، فجميعهم مسرور بتأكيد الاختيار الأفريقي.
وبطريق " كور ليوتود " بمطعم للوجبات الخفيفة بمرسيليا تم رفع العلم المغربي محاطا بعلمين فرنسيين، يعلوه وشاح أولمبي بمطعم للوجبات الخفيفة..أجواء المطعم تعبر عن حماس كبير لمتابعة هذه المباراة مع اقتراب مباراة نصف النهائي بين فرنسا والمغرب .
وداخل المطعم تتدلى بالونات حمراء وخضراء من السقف، يقول عصام ابن مالك المطعم في تصريح لصحيفة " لوموند : " الأربعاء ، على أي حال ، سأكون الفائز. لقد ولدت في فرنسا وعائلتي من المغرب " .
وتعد مباراة نصف النهائي بين فرنسا والمغرب الأربعاء 14 دجنبر 2022 مباراة ليست كباقي المباريات، وفقا لبيانات المعهد الوطني للإحصاء ، فإن حوالي 835 ألف مغربي يعيشون في فرنسا. إنها ثاني أكبر جالية مهاجرة في البلاد بعد الجزائريين .