أكوناض: مطلبنا ليس في ترسيم ”إض يناير” وإنما في الوعي بأهميّة تاريخنا

أكوناض: مطلبنا ليس في ترسيم ”إض يناير” وإنما في الوعي بأهميّة تاريخنا محمد أكوناض
مطلب‭ ‬ترسيم‭ ‬رأس‭ ‬السّنة‭ ‬الأمازيغية‭ ‬”إض‭ ‬يناير”‭ ‬ملحّ‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الثّقافية‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬لارتباطه‭ ‬بتاريخه،‭ ‬وبالشّعب‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬تاريخ‭ ‬عريق‭.‬‮ ‬
ملحّ‭ ‬كذلك‭ ‬‮ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬ترسيمه‭ ‬فقط‭ ‬كهدف‭ ‬رئيس،‭ ‬بل‭ ‬ليكون‭ ‬هناك‭ ‬وعي‭ ‬لدى‭ ‬ساكنة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬حتّى‭ ‬يعرفوا‭ ‬تاريخهم،‭ ‬لأنه‭ ‬عندما‭ ‬نعرف‭ ‬تاريخنا‭ ‬نحس‭ ‬بأهميته‭ ‬ونترقى،‭ ‬فنعرف‭ ‬أن‭ ‬علينا‭ ‬دينا‭ ‬كبيرا،‭ ‬لأن‭ ‬أجدادنا‭ ‬قاموا‭ ‬بأشياء‭ ‬مهمة‭ ‬جدّا‭.‬
هذا‭ ‬المطلب‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬الدّوام،‭ ‬ويرسّم‭ ‬نفسه‭ ‬بنفسه،‭ ‬فالبادرة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬أنزي‭ ‬بمدينة‭ ‬أكادير‭ ‬في‭ ‬تسعينيّات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وبطريقة‭ ‬علنيّة‭ ‬ورسميّة‭ ‬باسم‭ ‬جمعية‭ ‬”تمونت‭ ‬ن‭ ‬يفوس”‭ ‬و”تامينوت”،‭ ‬وبعدها‭ ‬صار‭ ‬الإحتفاء‭ ‬عالميا،‭ ‬حيث‭ ‬الأمازيغ‭ ‬يحتفلون‭.‬
أن‭ ‬ترسّم‭ ‬سياسيا‭ ‬شيء‭ ‬أساسي،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‬‭ ‬عن‭ ‬الأمازيغية‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬أبعادها‭ ‬الثقافية‭ ‬والتاريخية‭ ‬حتى‭ ‬ننسجم‭ ‬مع‭ ‬مقتضيات‭ ‬دستور‭ ‬2011‭ ‬وتاريخنا‭.‬
وبخصوص‭ ‬أسباب‭ ‬تعثر‭ ‬ترسيم‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬الأمازيغية‭ ‬وخليفاته،‭ ‬فمسؤولية‭ ‬ذلك‭ ‬يتحمّلها‭ ‬الجميع،‭ ‬منذ‭ ‬الأول‭ ‬ممّن‭ ‬فكّروا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدّولة‭ ‬الوطنيةـ،‭ ‬حيث‭ ‬اعتبروه‭ ‬شيئا‭ ‬منسيا‭ ‬لا‭ ‬يستحقّ‭ ‬أن‭ ‬يعتمد‭ ‬عليه‭. ‬لكن‭ ‬بفضل‭ ‬المثقّفين‭ ‬الأمازيغ‭ ‬الذين‭ ‬أكدوا‭ ‬على‭ ‬أنه لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستقيم‭ ‬قائمة‭ ‬أي‭ ‬دولة،‭ ‬وانتبهوا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬وحاولوا‭ ‬أن‭ ‬ينشروا‭ ‬الوعي‭ ‬بين‭ ‬النّاس‭.‬
فالأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬اليوم‭ ‬تتحمّل‭ ‬المسؤولية‭ ‬فيما‭ ‬يحصل‭ ‬لأنها‭ ‬تقاعست‭.‬ وهذه‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬مطالب‭ ‬متعدّدة،‭ ‬فلا‭ ‬يعرف‭ ‬حتى‭ ‬أصل‭ ‬تسميات‭ ‬مدننا‭ ‬في‭ ‬”أكادير”‭ ‬و”تيزنيت”‭..‬ وتاريخها‭..‬ غير‭ ‬أنه‭ ‬اليوم‭ ‬بدأ‭ ‬هذا‭ ‬الوعي‭ ‬يتنامى‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا‭.‬
كاتب وفاعل أمازيغي