ولد سلمى: يوم زفت لي ابنتي فوز الأسود على بلجيكا بقولها "بابا ربحنا" عرفت أنها  تجاوزت إمتحان الهوية بنجاح 

ولد سلمى: يوم زفت لي ابنتي فوز الأسود على بلجيكا بقولها "بابا ربحنا" عرفت أنها  تجاوزت إمتحان الهوية بنجاح  مصطفى ولد سلمى وابنته مريم
وجه مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام السابق لشرطة البوليساريو والذي يوجد حاليا في وضعية إقامة إجبارية بالأراضي الموريتانية بعد مغادرته لمخيمات تندوف منذ أكثر من عقد من الزمن، رسالة مؤثرة بشأن ابنته بالمغرب تحت عنوان" نجاح ابنتي في امتحان الهوية "، وهي الرسالة التي تنشرها " أنفاس بريس":
 

في 28 من شهر غشت  عام 2010، و بينما كنت أستعد للدخول إلى أستوديو تلفزيون العيون الجهوي لتسجيل حلقة حوار مع الصحفي السالك رحال، تلفدقيت اتصالا من المخيمات يبشرني بازدياد ابنة لي.
كانت طفلتي الوحيدة بين إخوتها الذكور، ولم يكن الوقت يسعفني لحضور حفلة تسميتها بعد أسبوع كما جرت العادة عندنا. لذلك أدارتأيت أن أهديها شيئا مميزا، وأعلن على الملأ عبر شاشة التلفاز أني اخترت لها اسم مريم على مسمى ابنة عمها الأميرة لالة مريم بنت الحسن الثاني.

أغضبت التسمية من في البوليساريو، وحولوا حفل تسمية ابنتي في الأسبوع اللاحق إلى ساحة حرب بين أنصارهم الذين يحلفون بأغلظ الإيمان أن لا تسمى مريم، وبين عائلتي التي ترى أنني الشخص الأولى باختيار إداسم ابنتي وبأن التسمية تمت.
 
في النهاية قالت المرحومة والدتي: سموها ما شئتم على سنة أقوام من قبلكم " أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَٰنٍ". ونحن سنحتفظ باسمنا.
 
كبرت الطفلة في المخيمات، وهي تحمل اسمين. حتى أنها رغم صغرها تكيفت مع الوضع وصارت تجيب كل سائل حسب نداء الاسم الذي يهوى..
 
وفي بدايات استكشافها البيئة من حولها وجدت ابنتي أن همها أعظم من ازدواجية الإسم، فوالدها الغائب الذي تتخيل كما كل الفتيات أن كل جميل فيه، يصفه وينعته المحيط الذي تعيش وسطه بكل الصفات والنعوت السيئة، ولا تملك أن تكره أباها.
 
بعد أن تجاوزت ابنتي سنتها العاشرة وعرفت أباها اكتشفت أنه أب عادي ككل الآباء و دأنه لم يقتل ولم يسرق ولا يشتم. وبعد أن عادت إلى المغرب إداكتشفت أن من سميتها على اسمها بغض النظر عن كونها أميرة من العائلة المالكة في المغرب، فهي: مريم بنت الحسن ولد محمد ولد يوسف ولد الحسن ولد محمد ولد عبد الرحمن ولد هشام ولد محمد ولد عبد الله ولد إسماعيل ولد الشريف السلطان الأول للدولة العلوية في المغرب".
 
وكلها أسماء كأسمائنا في المخيم والصحراء. وكانت ابنتي ستكرهني حتما لو كبرت ووجدتني اخترت لها إسما ك: بوخروبة أو بوتفليقة أو تبون!!!!
 
في العيد الماضي بعثت إلي ابنتي بهذه الصورة، ولم أنتبه لحمولتها الهوياتية حتى كان اتصالها علي يوم فوز الفريق المغربي على بلجيكا منذ أيام لتزف لي بكل فرحها الطفولي خبر الفوز، بقولها: "بابا ربحنا..ربحنا".
كانت كلمة ربحنا كافية لأكتشف أن ابنتي تجاوزت امتحان الهوية بنجاح، وأنها صارت تعرف يقينا من هي، بعد أن أسقطت تجربتها الحياتية القصيرة قدسية كل الأصنام التي أريد لها أن تعبد من دون الله. وحق لها أن تفرح بأن لها اسما لا يخجلها ووطن لم يخذلها.

ومن أغضبته اختيارات طفلة صغيرة "فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْهَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ"، كما قال المولى عز وجل في سورة الحج.