محمد سالم عبد الفتاح: المغرب صار هو الشماعة التي يعلق النظام الجزائري عليها فشله

محمد سالم عبد الفتاح: المغرب صار هو الشماعة التي يعلق النظام الجزائري عليها فشله محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان بالعيون
في سؤال وجه لرئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان بالعيون حول (لماذا يُصِرُّ المغرب على مد اليد للحوار مع الجزائر؟) اكد محمد سالم عبد الفتاح على انه ”حينما يمد المغرب يده للمصالحة مع جاره الشرقي، فإنه يتصرف من موقع قوة يتمثل في حسمه هذا الصراع الإقليمي التاريخي المفتعل مع الجزائر لصالحه خاصة منذ التطورات التي أعقبت تأمينه لمعبر الكركرات في 13 من نوفبر سنة 2020 و التي أحدثت ما يمكن وصفه باختلال ميزان القوى المتعلق بالنزاع حول الصحراء لصالحه”.

وفي السياق نفسه أضاف رئيس المرصد المذكور بأن المغرب حسم على أرض الواقع وكرس سيادته المطلقة على كافة أقاليمه الجنوبية، وبالتالي فإنه يتحدث من موقع قوة ويقف على أرضية صلبة تتمثل في الاعترافات الدولية بهذه السيادة ومن خلال مجموعة من التمظهرات متل افتتاح القنصليات وتأييد مبادرة الحكم الذاتي من قبل قوى عظمى مثل الولايات المتحدة الامريكية وألمانيا و اسبانيا”.

واردف المحلل السياسي بان المجتمع الدولي لاحظ هذه اليد الممدودة من طرف المغرب ودعوات المصالحة الصادرة سواء على مستوى الخطابات الملكية، اوعبر تقرير العالم الأممي حول ملف الصحراء الصادر في أكتوبر 2022 وأشار إلى الموقف المغربي المتزن إزاء جاره الشرقي، وطبعا هناك تمسك أيضا بالإطار المغاربي والوحدة المغاربية لما يمكن أن يجر من مصالح على كافة شعوب وبلدان المنطقة، فضلا على أن المغرب يعول على العقلاء والحكماء في الطرف الآخر وجاره الشرقي وهذه الدعوة أيضا من شأنها أن تؤسس لعلاقات تتجاوز الوضع الحالي والمغرب ينظر الى آفاق التعاون المستقبلية التي تفرض تكتل الكيانات.

وأبرز سالم عبد الفتاح بان” الذي يقف حجر عثرة دون التفاعل الإيجابي من الجانب الجزائري مع الدعوات المغربية المتتالية للمصالحة، وطي صفحة الخلاف وفتح صفحة جديدة تؤسس لعلاقات طبيعية وودية وشراكات استراتيجية هامة لا مناص منها و لابد منها، والذي يقف كذلك حاجزا أمام رؤية الملك محمد السادس هو حالة الأزمة الداخلية التي يعيشها النظام الجزائري، لأن الجزائر تعيش على وقع أزمة ضعف المشروعية منذ تسعينيات القرن الماضي والانقلاب على مخرجات العملية السياسية في بداية تسعينيات وهو ما جر معها استمرار تغول مؤسسة الجيش و صراعات داخلية التي سرعان ما تفجرت عقب مرض الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة”.
وختم رئيس المرصد” أن أزمة غياب المشروعية في النظام الجزائري تجلت أساسا في الحراك الشعبي الذي استعر في الجزائر منذ منتصف العقد الماضي؛ والذي أخذ استراحة محارب ابان جائحة كوفيد ،وعادت المطالب التي أفرزت الحراك الشعبي بالجزائر سابقا بعد انحسار جائحة كوفيد المتعلقة بالمطالب السياسية والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة، وصار المغرب هو الشماعة التي يعلق النظام الجزائري عليها فشله ويصدر من خلالها فشله والذي يوظف من خلاله قضية الصحراء.