عبد السلام المساوي: مونديال قطر.. جماهير مغربية تجري في شرايينها دماء وطنية نقية   

عبد السلام المساوي: مونديال قطر.. جماهير مغربية تجري في شرايينها دماء وطنية نقية    عبد السلام المساوي
يومه الخميس ، كان يوما تاريخيا ؛ كان ملحمة وعرسا وأهازيج وأناشيد وطبولا وزغاريد وخروجا جماعيا في المدن والقرى والمداشر والجبال وفي مدن ومناطق صحرائنا المغربية العزيزة ، من أجل فرح يستحقه كل المغاربة ، وتألق صبروا عليه كثيرا ، وانتظروه بفارغ الصبر لمدة سنوات. 
تألقنا قبل 36 سنة ، مع التيمومي  ولمريس وكريمو والحداوي والزاكي والظلمي وبودربالة وخيري والبياز وأمان الله ، واليوم كان التألق حليفنا مع رفاق زياش وحكيمي والمرابط ومزواري وأكرد وحمد الله وبونو وسايس وعطية الله وبوفال والنصيري ، أقول والنصيري ، والزلزولي واليميق ، آلى آخر لائحة رشيد الركراكي ؛ 
كل الأنظار كانت مشدودة اليوم إلى ملعب الثمامة بدوحة قطر ، حيث أجرى المنتخب الوطني مقابلته الثالثة والأخيرة في الدور الأول ضد كندا ...وكان الانتصار التاريخي ...كل القلوب والدعوات و " النيات الصافية " كانت معكم يا أسود الأطلس في يومكم التاريخي أيها الرجال ، من أجل نصر لم يكن عليكم بعزيز  ، مدججين بجماهير فاتنة تجري في شرايينها دماء وطنية نقية ، إذ لم يكتف آلاف المغاربة بمتابعة المباريات من خلف شاشات المقاهي والمنازل في بلدهم ، بل تجشموا عناء السفر إلى قطر واسترخصوا المال والوقت والعمل ، من أجل الحضور والتشجيع والمساندة في ملاعب لبست الأخضر والأحمر ، وصدحت بالنشيد الوطني  في ملحمة أبهرت العالم .
ولحديث الوطنية في النفس وعليها وقع خاص . في كل مكان من هذا البلد الامين ، يرن النشيد الوطني  بنفس النغمة المحببة الى الأذان اليوم ، يتساءل البعض عن سر الحب . يأتي الجواب بالإجماع " لأن فيه حنين للصراخ بحب البلاد " .
هذه البلاد نعيش فيها وتحيانا ، نرى مشاكلها اليومية ، نقسو عليها احيانا ، ونتبرم ونمل ونقول كاذبين ، " لو وجدنا التأشيرات لعبرنا الى اي مكان اخر وهربنا " ، ثم حين الهروب حقا منها تهجم علينا كلها ، وتسكن فينا كل المسام تدمع منا الأعين كلما ذكر اسم المغرب امامنا ، ونتمنى فقط لحظة العبور ، لكي نعود إليها ونطلب الكثير من الاستغفار ، اننا لم نعطها حقها ، وأننا لم نعرف قيمتها وأننا ساهمنا مع المساهمين في سبها ، في النيل منها ، في انتقادها في المليئة والفارغة.
لنا النماذج امامنا ، ترى ، تتابع ، تتوالى ، كلها تقول لنا الشيء الواحد ذاته : مثل هذا البلد لن نجد ابدا ، ومثل هذه القدرة على الحب لهذا الوطن ، لن نلفي وان بحثنا في كل مكان .
فقط علينا أن نجد الفوارق السبعة بين حب الوطن لوجه الوطن ، وبين حبه لانه يعطينا او كرهه لانه نسي أن يعطينا بعض الفتات .
قالها الكبير يوما في العبارة التي يحفظها الجميع " لا تسألوا أنفسكم ماذا أعطانا وطننا بل اسألوا أنفسكم ماذا اعطيتم لهذا الوطن "  
لذلك يبدو الرهان اليوم واضحا للغاية ، غير قادر على مداراة نفسه : هذا البلد محتاج للقادرين على الدفاع عنه ، المستعدين لبنائه وتنميته والصعود به ، المفتخرين بالانتساب إليه ، المصارحين بحقائقه كلها صعبها وسهلها ، حلوها ومرها ، لكن المنتمين له لا الى اي مكان اخر .