غير خاف على الجميع أن الركراكي لم يتسلم المنتخب سوى شهرين قبل محطة المونديال وهي مغامرة في حد ذاتها لكن اعتبرتها كجل المهتمين تحديا في نفس الوقت للاطار الوطني الذي كان محط اختبار من الكل .وهو مايعيد السؤال هل الكفاءة الوطنية محط ثقة بالنسبة للمسؤولين والقائمين على شؤوننا وهل توفرلها نفس شروط العمل كما توفر للاطر الاجنبية ؟
كنت دائما مع الكفاءة الوطنية لانها تمتلك مقومات لايمتلكها الاجنبي واهمها على الاقل لغة الخطاب الموحد وقراءة جيدة لعقلية اللاعب المغربي بعاداته وتقاليده التي اكتسبها من اسرته .وهي مفاتيح لايملكها سوى ابن البلدة باستثناء المرحوم المهدي فاريا الذي اثبث اندماجه مع الوسط المغربي بعد زواجه من المغربية سعيدة والتي جعلته يعتنق الاسلام وقد بصم على مرحلة جد مميزة من مسار الكرة المغربية ولم نكن نحس به كاجنبي بل مغربي للدور الهام الذي لعبه في مرحلة مهمة من مسار الرياضة في الوطن ولانه ادخل الفرحة لكل بيت مغربي .
الركراكي كاطار وطني يمتلك معجما خاصا به في الخطاب يحمل خاصتين في اعتقادي لاتوجد لدى اغلبية الاطر . الوضوح وعدم تبني لغة الخشب او مايسميه البعض لغة الديبلوماسية الامر الثاني البساطة والحافزية وهي عوامل تستطيع ان تجعلك ايجابيا داخل المجموعة .لانشك في دربته في الجانب الكروي ومعلوماته المحترمة لكن كثير من المدربين رغم خبرتهم يخسرون المقابلات لافتقادهم لجوانب نفسية مهمة وهي امور بدت واضحة وغائبة في مرحلة خاليلوزيتش .
انتصار اليوم يقدم لنا خلاصة مفادها أن الوطن قادر على انجاب اطر وكفاءات قادرة على خوض غمار تحديات كبيرة في المنتظم الدولي والعالمي . الامر الثاني ان كل من تربصوا بالوطن ينتظرون اخفاقنا نقول لكم شكرا لكم لقد حفزتمونا للعمل أكثر وجعلتمونا نتمسك بالفوز باظافرنا وانيابنا إلى آخر دقيقة .شكرا لكم ...!